مرّ شهر و نصف الشهر على الحادثة... و بدأت جراح جسدها تلتئم و لكنّ روحها بقيت سقيمة رغم أنّ الأمر أُحيل إلى القضاء و تلقّى طليقها العقاب الذي يستحق... إنغمست "ركين" في شؤون المدرسة الثانوية التي تُزمع إفتتاحها...
إذ لم يستغرق إستخراج رخصة من وزارة التربية أكثر من يومين بفضل مساعدة محاميها و سرعان ما بدأت أشغال البناء في منزل خالها الذي أصرّت الخالة "حليمة" على أن يكون مقرّا للمدرسة الثانوية... في تلك الأثناء كان "آسر" يستعدّ للسفر إلى تونس كي يشارك في أحد المعارض المخصّصة لفن التصوير الفوتوغرافي و لم يضع في حسبانه أنّه سيلتقي إمرأة التوليب، كما يروم تسميتها، من جديد... فقد ذهب إلى ظنّه أنّها مغتربة مثله و لم يكن يعلم أنّها تسافر كثيرا و لكنّ عيشها لا يطيب إلاّ في وطنها و لم يكن يدرك كذلك حجم الأثر الذي تركه في نفسها... هيّ التي لم تكترث يوما بالحب و قصصه لأنّها قد أقنعت نفسها بأنّها لم تُخلق للحب و إنتهى الأمر....