Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

ركين #31

manel-abdelwaheb-rakinManel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر


كانت التحضيرات لإفتتاح المدرسة الثانوية تجري على قدم و ساق... وفي خضمّ كل تلك المشاغل لم ينس آسر أنّ من حقّ أمّه أن تعاود لقاء قريبتها و صديقتها حليمة...فما كان منه إلاّ أن أحضرها إلى المكان الذي غادرته منذ إثنتي عشرة سنة و هي مكلومة، مكسورة، مهزومة ...ها أنّها تعود إليه مرفوعة الرأس... في سترة إبنها الفخمة...

تعود إليه بعد أن لفظها و جار عليها و حرمها أبسط حقوقها...ما إن دلفت السيارة مدخل القرية حتى شعرت السيدة زينة بإنقباض صدرها...رفعت يدها إلى قلبها في حركة لا إرادية... و كأنّها عادت إلى اللحظة التي أعلن فيها القدر سخطه عليها و على عائلتها الصغيرة...مرّت السيارة بجانب المقبرة... هناك... حيث يرقد زوجها الذي ما زارت قبره حتى لأنّها أرغمت على مغادرة كفّ الصبي بعد مواراته التراب بيوم واحد...

طلبت من آسر أن يتوقف خارج أسوار المقبرة حتى تزور قبر والده... ترجّلت عن السيارة في ثبات يخفي إرتعاش روحها.... كانت إمرأة في أواسط  العقد الخامس من عمرها....يحمل وجهها بعض التجاعيد التي توحي بما فعله الزمن بها... كانت ترتدي ثوبا طويلا رماديا داكنا و تلفّ شعرها الأسود الذي يزدان ببعض خطوط الشيب بوشاح أبيض تروم  من خلال وضعه تخفيف وطأة سواد الألم الذي يسكن داخلها منذ عدّة سنوات...

وصلت قبر زوجها... وقفت صامدة إلى أن إنتهت من تلاوة ما تيسّر من القرآن الكريم على روحه... مسحت بباطن يديها على وجهها و تقدّمت من شاهدة القبر... إنحنت و قبّلت إسمه المنقوش عليهاو مسحت آخر دمعاتها الهاربة من مقلتيها عنوة... إقتربت أكثر من الشاهدة و همست و كأنّها تخاطب زوجها الراقد تحت التراب" ها قد عدت عزيزي...أرقد في سلام فلن يكشف أي كان سرّنا...أعدك بذلك "...

يتبع

منال عبد الوهاب الأخضر

Saveركين #31