Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
لماذا لا ترتجل ؟
Manel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر
توقفت عند إحدى الواجهات... واجهة إحدى محلات الأحذية... لفت نظرها حذاء أحمر اللون ذا كعب عال، بسيط التصميم أنيق المنظر... فكرت لبرهة أن تدخل إلى المحل و تبتاعه... تحتاج أن تكون جميلة هذا المساء في موعدها الأول مع حبيبها...
لقد سبق و إختارت ثوبا أسود اللون كعنوان لأناقتها التي ستتممها بهذا الحذاء الأحمر الجميل... دفعت الباب الزجاجي و دلفت إلى الداخل كي تشتري الحذاء و لكن حماسها فتر فجأة... توقفت متسائلة : هل تحتاج فستانا و حذاء و أحمر شفاه حتى تكون أنثى ؟
تراجعت خطوتين إلى الوراء و أعادت إغلاق باب المتجر... ربما عليها أن تعيد النظر في مفهومها للأنوثة...هي و على مر ثمان و عشرين سنة لم تختصر أنوثتها في لباس أو تسريحة شعر أو حتى في عطر...فلماذا تريد اليوم أن تبدو أنثى مستهلكة... مصطنعة... هل تريد أن تقنع نفسها أم حبيبها بأنها جميلة؟
عليها أن لا تنسى أن الأنوثة سلوك قبل أن تكون مظهرا جميلا... كي تشعر بأنوثتها...هي لا تحتاج ثوبا مغريا أو حذاء ملفتا للنظر...هي تحب أن تكون مرتبة المظهر ، أنيقة الطلة و لكنها لن تجعل حبيبها يعجب بها فقط لأنها جميلة...حتى ينجح حبهما عليه أن يخاطب عقلها و أن تخاطب هي بدورها عقله...عليه أن يقتنع بأفكارها رفيقة لأفكاره و ندا لها... لماذا تكبد نفسها عناء التخطيط للقائهما الأول؟
لماذا لا ترتجل لباسها، كلامها و كل ما فيها؟ لماذا تخضع لمنطق تعقيد الأمور الذي يقوم عليه مجتمعها ؟ ستلتقيه هذا المساء و ستكون جميلة الفكر و المحيا من أجل نفسها قبل أن يكون من أجله... ستحترم أنوثتها قبل أن تطالب الرجل بإحترامها... ستكون جميلة لا لكي تثير إهتمام حبييها بل لكي تثبت لنفسها أن الأنوثة هوية و أن الجمال الذي لا يرى بالعين المجردة أهم و أعمق بكثير من ذاك الجمال المشروط بثوب أنيق و طلاء أظافر لامع... ستراهن على حكمة حبيبها و ترى : هل ستنفذ عينه إلى عمق نفسها كي يدرك خبايا روحها أم أنه سيكون سطحيا يهتم بالمظاهر وحدها؟
بقلم منال عبد الوهاب الأخضر
Website Design Brisbane