Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
لعنة الحب الأول #4
Manel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر
حل المساء و حان وقت المواجهة... مواجهة نفسها.... مواجهة حبها و جبنها و هما يتصارعان كما لم يفعلا من قبل... ربما تواجها قبلا و لكن ليس بهذه الحدة...تخشى أن يثور قلبها على عقلها فتكون العواقب وخيمة...
غادرت المقهى الذي كانت تقبع فيه ظنا منها أنها تختبئ من الواقع... واقع أنها قابلته مجددا و أنه دعاها لحضور أمسيته الشعرية... و لكن الوقت لا يمزح... فسرعان ما حل الموعد الموعود... حتما ستكون أمسية إستثنائية...
فإما أن تحمل لها خيبة أمل جديدة أو أن تبعث فيها الأمل مجددا... تشعر و كأنها لم تستعد لمقابلته كما يجدر بإمرأة تقابل حبيبها بعد مضي سنوات... ربما لأنها لم تستوعب بعد أنها تعاود رؤيته بعد أن ظنت أنه من المستحيل للقدر أن يجمعهما مجددا متناسية أن للقدر مفاجآته دوما... أو ربما لأنها إعتادت أن تظهر أمامه كما هي... دون تزويق أو أناقة مفتعلة أو أنوثة مصطنعة ترتهن في أحمر شفاه أو ثوب مغر أو طلاء أظافر لامع.. ربما لأنها تؤمن أن الأنوثة سلوك... نمط حضور في العالم... أسلوب حياة و ليس مجرد مظاهر أو شعارات فضفاضة...
ربما لكل هذه الأسباب مجتمعة قررت أن تكون دوما نفسها و أن تعلن التمرد على المفاهيم التقليدية للأنوثة... فأنوثتها تتعلق بالأناقة فعلا و لكنها أنيقة الروح و الفكر... أنوثتها مغرية إغراء العقل للعقل و ليس إغراء الجسد للحواس... تهوى الإغواء...إغواء حبيبها بما تملك من معارف و ما تبنيه من ثقافة.... هي أنثى و لكنها أنثى ذات خربشات متمردة... إبتسمت ساخرة من نفسها... أجل سخرت من نفسها و من عدم قدرتها على التخلص من هذه العادة... عادة الحوارات الباطنية التي أصبحت تلازمها كظلها...
لم تدرك مرور الوقت بسرعة فوجدت نفسها أمام المسرح الذي ستقام فيه الأمسية الشعرية... يبدو المكان مزدحما... ربما عليها أن تعود أدراجها فهو لن يبحث عنها وسط الزحام... تريد أن تتراجع و لكن خيطا رفيعا يشدها إلى المكان... إلى الفكرة... فكرة رؤية حبيبها يلقي شعرا... رؤيته كما لم تره من قبل... يا لها من غبية!! تسميه "حبيبها" و لكن على أي أساس؟!! ربما إصطحب معه اليوم حبيبته أو حتى زوجته و هي لازالت غارقة في أمواج ماض... أمواج ذات يوم حين كان فعلا حبيبها...
لم تدرك مرور الوقت بسرعة فوجدت نفسها أمام المسرح الذي ستقام فيه الأمسية الشعرية... يبدو المكان مزدحما... ربما عليها أن تعود أدراجها فهو لن يبحث عنها وسط الزحام... تريد أن تتراجع و لكن خيطا رفيعا يشدها إلى المكان... إلى الفكرة... فكرة رؤية حبيبها يلقي شعرا... رؤيته كما لم تره من قبل... يا لها من غبية!! تسميه "حبيبها" و لكن على أي أساس؟!! ربما إصطحب معه اليوم حبيبته أو حتى زوجته و هي لازالت غارقة في أمواج ماض... أمواج ذات يوم حين كان فعلا حبيبها...
جالت ببصرها في المكان باحثة عنه وسط الجموع دون أن يدركه ناظريها....همت بالعدول عن مغامرة حضور أمسيته الشعرية و إستدارت تاركة المكان... لكن صوته أوقفها... هذه النبرة القوية الحنونة في ذات الآن..... هذه النبرة التي تضج رجولة... تجعلها في كل مرة تتصمر مكانها... إخترقت كلماته سمعها فما كانت قادرة على التقدم خطوة واحدة... ما كان منها إلا أن إلتفتت...
خاطبها قائلا "إلى أين أنت ذاهبة لين؟"
خاطبها قائلا "إلى أين أنت ذاهبة لين؟"
منال عبد الوهاب الأخضر
Website Design Brisbane