Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

الى اين #3

ahlem-el-mezni-chroniqueAhlem El Mezni - أحلام المازني


هل صادف أن تلاقيتما خارج منزله؟ أقصد في مكان عام !

-ههمم ... آأاا ... لا أذكر ذلك ... لا لا ليس بعد ..

-هل إتصل بك  يوما لي يطمأن عليك فقط ، لا لأن يطلب رؤيتك ؟

تحوم بناظرتيها أنحاء المكان وكأنها تهرب من الإجابة ... ثم تقول :
-كذلك لا ، وكفاك اسئلة ، لست بمزاج يسمح لي بالإجابة على هاته السخافات !!!

-ليست بسخافات  !! أنت فقط لا تريدين أن  تصدقي الحقيقة ، إنه يعاملك كمعاملته لأي عاهرة ، يغيب لأيام عدة وحين يكون بحاجتك أو بالاحراء بحاجة التسلية فهو يعود ليتقرب منك مجددا ..

لربما أنه يشتاقك حقا  أحيان ، لكنه لا يشتاق لسارة الانسانة ، بل يشتاق لما يفعله معك !!

أعرف أن ما أقوله يجرح المشاعر ، لكن عليك أن تكوني أقوى ، عليك أن تغيري مسار هده العلاقة بنفسك !!


كنت على يقين أنها ستشعر بالإهانة ، فما من أنثى تقبل أن تعامل كعاهرة (حتى ولو كانت ) أو كأداة لإشباع رغبة شخصية ..

لم ترفع رأسها من القاع وكأنها تطلب من الأرض أن تنشق وتبتلعها ...جسمها النحيل يرتعش بالكامل أما وجهها فلقد زاد شحوبا واصفرار ..


نظرت إلى ساعتي ، كانت تشيرو إلا التاسعة ليلا ، نعم إنه موعد عودتي إلى البيت ، طلبت منها أن تعود إلى  بيتها هي كذلك وأن تفكر مليا فالموضوع لعلها تجد حلا مناسبا لهذه القصة ..
نهضت من مكانها ولم تتفوه بكلمة واحدة ، لا أدري هل هي غاضبة من كلامي الجارح أو أنها غير راضية على نفسها  وأفعالها ...


الظلام داحس بالخارج ، سماء مليئة بالسحب، حتى أن أضواء الشوارع لم تكن تعمل ... كل شيء كان حزينا وكأن القدير ينبئ لشيء ما !!

لست من هوات القيادة ليلا ، أو ... لست من هواات القيادة مطلقا ، فمنذ وفاة آدم وأنا أتشأم ركوب السيارة ، لكن لا خيار لدي ...

ركبت سيارتي وإتجهت نحو البيت ، كنت أفكر طوال الطريق في ما حدث هذا اليوم ، أزمة سارة وحبيبها الذي لم يسبق أن رأيته بعد ..
ذكرياتي الأليمة ،التي أحاول مرارا نسيانها ولم استطع .. وحدتي التي التي بات أقرب إليا من أي شيء  آخر ..

ألم يحن الوقت بعد ليطرق الحب باب قلبي الذي كاد يملأه الصدأ !!


ماهذا هذا الحاجز الذي ابنيه بيني وبين معشر الرجال؟؟ كنت أنظر إلى نفسي في مرآة السيارة، وأتحسس وجهي بأطراف أناملي...سحقا !! لا ازعل في يانعاًن شبابي،

28 ربيعا فقط .. ليما ... اه  اه يا الاهي ماذا فعلت !!!! كنت متأكدة أنه سيحصل شيء ما !!!
سيدي سيدي هل حصل لك شيء ما !! أرجوك لنذهب إلى المستشفى ، أنا .. أنا  اسفة حقا !!! أرجوك إنهض ..

يا إلاهي !!! بحق السماء !!!

- لا بأس لا بأس ، لا تخافي لم يحصل شيء  ! (يقول ذلك لكنه لم يرفع رأسه من الأرض بعد ، حتى أني لم ارى ملامح وجهه )

ها هو يحاول النهوض .

-لا لا لا تتحرجك أرجوك ، سوف اتصل بالإسعاف !! أرجوك إبقى مكانك .. سيدي ...

-كفا !! ليما كل هذا البكاء ؟؟ لم يحصل شيء سي .. دا.. تي  ...  !! أوه سيدة جميلة !! يال الصدف ! آاا .. أظن أنه يجيب أن تقليني إلى المستشفا  ، لا أضن أن بخير ...

(يحادثني وهو يبتسم أو بلآحرا فلقد بدأ بالضحك )

أما أنا فلقد كنت في ذهول تام ، كأنه إنفجار

دمر كل خلايا عقلي .. يا إلاهي لا استطيع أن أصدق عيناي !!

يلوح بيديه أمام وجهي :

سييدتي ! سيدتي ، أعرف أني رجل وسيم ههه لكن ليس لدرجة أن يغما عليك من الذهول !

لم استطع أن اوزيل ناظري عنه !! إنه هو ! نعم هو !

عيناه الواسعتان ، شعره الأسود الناعم ، بياض بشرته ، شفتاها ! استطيع أن اعرفهما حتى لو بين الآف الشفاه ...



أحلام المازني

Saveالى اين #3