Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

ركين #33

manel-abdelwaheb-rakinManel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر


تبادلا النظرات...نظرات توحي ببداية صراع لا يمكن لأحد أن يتكهّن بنتائجه... لم يُطل آسر النظر في وجه رجب...لأنّه كان يشعر بروحه تحترق... أدار وجهه نحو ركين مستنكرا بنظراته وجود هذا الرجل في مكتبها...

كان يحاول أن يتمالك أعصابه حتى لا ينهال عليه ضربا معلنا له و عليه العداوة...مذكّرا إياه بما سبّبه لعائلته من أذى و لكنّه تمكّن، كما هو الحال دائما، من التحكّم في إنفعالاته... إستجمع ما تبقى في أعماقه من قوّة و سألها " من هذا الرجل؟؟ أظنّ أنّ صمتك قد طال... لقد سألتك من يكون؟ أجيبي..."... تلعثمت المسكينة و شعرت بحبالها الصوتية و قد تحجّرت فضاع صوتها بين متاهاتها... ماذا عساها تقول؟؟ و ما الذي يضمن ردّة فعل آسر حين يعلم أنّ الرجل الماثل أمامه هو طليقها...

تركت المقعد و إستقامت قبل أن تتراجع و تتكئ على الجدار و كأنّها تستمدّ من صلابته الطاقة و همّت بالكلام فما راعها إلا و ذاك الصوت الخشن الذي إرتبط في ذهنها بفعل الصراخ ، يقاطعها قائلا " أنا زوجها....آه أقصد طليقها فمن تكون يا هذا ؟"... ضغطت على أصابع يمناها بقبضة يسراها... رفعت نظرها نحو السقف و كأنّها تخشى أن يهوي على رأسها من فرط حدّة النظرات التي رمقها بها آسر....

آسر الذي تلقّى لكونه صفعة أخرى لم يكن لها مكان حتى في أوسع شطحات خياله...آخر ما كان ينقصه أن يكون طليق ركين هو ذات الرجل الذي تسبب في إنهيار عالمه من حوله و موت والده... أمّا رجب فقد دفع الكرسي جانبا ولفّ برنسه حول كتفيه و شدّه شدّا قبل أن يتقدّم بكلّ عجرفة نحو آسر الذي كان قد حسم أمره و إنتهى من إتّخاذ القرار...لقد قرّر أن يفلت العنان لغضبه المدفون منذ سنين و ما إن وقف رجب أمامه حتى هوى عليه بلكمة أدارت وجهه إلى الناحية الأخرى و صرخ في وجهه " هذه اللكمة من أجل ما فعلته بركين"... و قبل أن يستيقظ من المفاجأة التي ما إنتظرها رجب المتغطرس، أردف اللكمة الأولى بثانية أقوى منها، أسقطته أرضا فإنحنى و إقترب منه هامسا في أذنه" و هذه الثانية من أجلي و من أجل أبي نور الدين الذي قاده جبروتك إلى الموت.... و من أجل أمّي جميلة التي حوّلتها إلى أرملة و هي في ريعان شبابها..."...


يتبع

منال عبد الوهاب الأخضر


Sav
ركين #33