عدت لرسم ملامح وجهك الصغير بعد ان عزفت عن الرسم لسنوات عديدة .... و ادركت عند الانتهاء من رسمتي ان حبك استعمر كل تفاصيلي .... و استرجعت لحظة فراقنا ...كم لعنت الاسباب و المسببات التي فرقت روحينا لساعات و ايام و اشهر و الان لسنين ... تذكرت كم شتمت العالم ... و شتمت نفسي علي غبائي...

تذكرت كم ماتت روحي في كل مرة تمر بجانبي يدك فيدها و تتصرف كانني لم اكن .... كانني لم اوجد ... كانني لم اخلق قط .... و مع ذلك بقيت مالك قلبي الوحيد و سري الدفين بين الناس .... تمنيت ان ان انساك يوما ما كما نسيتني .. و ان اتعلم طرق النسيان السريعة التي استعملتها لنسياني .... و استبدالي باخري ...... لم اكن بحاجة الي ان تحبني بالقدر الذي احبك فيه ... بل كنت بحاجة الي ان تنتشلني من ظلمة نفسي ... ان تنقذني من بحر غرامك .... الذي غرقت فيه و لم انجو الي اليوم ....

انتظرتك سنين .... سنين عدة ... و كنت في كل مرة اسال نفسي ... اوليس من الغباء و التفاهة ان انتظر من اختار بعدي ؟؟ ... و من نسي حبي ؟؟ ... و اخلف وعده ؟؟ ... و احب غيري ؟؟ ... اعلم جدا انك لن تعود يوما ... و لكنني ابرر لك غيابك في كل مرة .... تخبرني امي دائما بان لا اقف علي اطلال رجل في حياته فتاة غيري .... بان لا اشتاق لمن لا يشتاقني ... لقد تراكمت خيباتك كثيرا في حياتي .... مكوثك في قلبي انهكني اكثر من نار فراقك عني .... حاولت مرارا ان انتشل نفسي من هذا الالم و لكنني في كل مرة اتعمد العودة لاشتياقي لك ... ها انا اليوم احاول مرة اخري ... علني استفيق من غبائي .. و اعود الي الدنيا كايها الناس .... و اتخلي عن قلبي لمرة واحدة في حياتي ...