8-01-2014  

قالت :" هو لن يخذلني, هو لن يفعل " .... لكنه خذلها و فعل . كان شابا وسيما لعوبا لكنها لفرط اعجابها به لم تتفطن لخبثه . احبته بشدة , اسرها بكلماته العذبة  باهتمامه المفرط , بمكالماته لها , و  بتصنعه أنه حقا يحبها .

تحدت من أجله الجمع كلهم, خسرت بسببه اقرب رفيقاتها و ذنبها الوحيد أنها أحبته ووثقت بوعوده حين أخبرها أنه يريدها زوجة يصيرها ملكة في قصر حبهما , رسم لها الكون جنة على وجه البسيطة . و كونها  ككل أنثى

تعشق المداعبات و المجاملات , صدقت كل كلماته . ظلت تحلم بتلك اللحظة المميزة حين ترتدي من اجله فستانها الابيض و تتنزل من أعلى الدرج مثل الاميرات . ظلت تحلم و تحلم و تحلم ...

لكن  يومها صادفت , صديق لها أخبرها  أن 'زفاف حبيبك الليلة' , افاقت من حلمها الى كابوس . انهمرت دموعها كالسيل ,كاذب ظنته , فاراها صورة على انستغرام لفتاة تمسك يد شاب يشبه حبيبها كثيراااا وكتبت 'زوجي أنا'. ظلت تقنع نفسها أنه ليس حبيبها بل هو يشبهه فقط . اتصلت به لم يجبها . انتظرته لساعات و كلها امل انه سيأتي و يكذب على مسمعها ما رأت عيناها .فهي كانت تصدقه أكثر من حواسها حتى . جلست امام حاسوبها و بلهفة العاشق أخذت تنتظر مجيأه ليحدثها عبر الشات لكنه لم يأتي . ارسلت له بريدا الكترونيا تخبره فيه أنها ستنتظره و شوقها لن يقل أبدا. و هي تردد : " حبيبي لن يخذلني ، هو وعدني و أنا أثق به . هو لن يخذلني ، هو لن يفعل ".

*********

8-01-2014  الساعة التاسعة ليلا                                    

أما هو فقد كان جالسا بجانب عروسه تلك التي انتقتها  والدته من أجله  تخيلا منها أنها الكنة المثالية  فهي تجيد الطهي و الكي و تنظيف العلية و الشرفة  مثابرة و نشيطة  تبرع في القيام بكل الاعمال المنزلية .   تبلغ من العمر اربعا و عشرين سنة .  لم تكمل تحصيلها العلمي  ليس لها علاقات كثر هي فتاة تصلح ان تكون ربة بيت ممتازة .

هناك في قاعة فاخرة , تناسى ذاك الارعن انه ترك في مكان ما فتاة تتعذب و اخذ يراقص زوجته فرحا ضاحكا مبتسما تراه تظنه من البراءة قد خلق و الاهل حوله فرحون من اجل عروسه لانها حظيت بشابا مثله و يدقون الخشب كي لا يصيبهم حسد او عين....