8-01-2014 منتصف الليل

في الطريق السيارة التي تؤدي للنزل, اصطفت سيارة للاسعاف و اخرى لشرطة المرور توقف السير بسبب حادث اصطدام بين  سيارتين السيارة الاولى يقودها شاب مخمور و الاخرى تقل العروسين وبدلا من ذهابهما الى النزل نقلا الى المشفى....

هناك امام غرفة العمليات مرت الثواني طوااال حد الموت : اصابة الفتاة لم تكن خطيرة و انقذت  ، اما الشاب فقد اصيب بكسر على مستوى الجمجمة ما سبب له نزيفا حادا في المخ اضافة الى اصابته بعدة كسور على مستوى الظهر. ظل في غرفة العمليات ما يقارب ستة عشر ساعة.

فتح باب غرفة العمليات ببطء و الاعين شاخصة تراقب و تنتظر . خرج الطبيب قائلا بتردد : " فعلنا ما بوسعنا لكن  حالته لاتزال حرجة ".

انتظروا ان تتحسن حالته لكنها لم تفعل و مضى في غيبوبة مطولة تجاوزت الشهر. بدأ اليأس يتسلل الى خلد والديه دعيا الله من أجله ،صليا ، تضرعا لله كثيرا لكن حاله لم يتحسن قط.  و  زوجته  هناك في زاوية من الغرفة  تجلس شاخصة البصر في حالة سيئة جدا فهي العروس المشؤوم . العروس التي لم تفرح بعد بزواجها . كانت تدعو الله بأن ينجي زوجها  . نذرت لله النذور . كانت  تهتم به بدلا  من الممرضات .  كانت تحادثه تارة  و تمازحه  طورا ، تداعب شعره و تسرحه  ، اعتنت به كما تعتني الام بوليدها .

ظلت على حالها ذاك الى أن تحققت المعجزة .........

2-2-2014

.فتح عينيه ببطء . نظر و  إذ به ممدد الى فراش في غرفة يميل لونها الى  الشحوب بجانبه فتاة تمسك يده غلبها النعاس . همهم بكلمات غير مفهومة الا أنها كانت كفيلة لايقاظ ' اسيل' .  هرعت الى الطبيب منادية : " زوجي افاق . افاق اسلام ."

جاء   اهله مهرولين. فقد عاد ابنهم الى الحياة مجددا .  اضطروا للانتظار  حتى تنتهي المعاينة . بعد قليل فتح الباب  ، تقدم والد اسلام يسأل عن حال ابنه . اجابه الطبيب بأن ابنه قد نجى بأعجوبة و عليهم ان يشكروا الله لذلك ثم اردف : " كما تعلم يا سيد ' حسن' أن  الحوادث من هذا القبيل لها ان تؤثر سلبا على بنية  المريض . و من الممكن ان تخلف بعض المضاعفات .

قاطعه السيد حسن بصوت مرتعش : م مضاعفات ؟؟ ماذ؟؟ يا دكتور ارجوك اخبرنا أن اسلام قد تحسن .

- لا تقلق يا سيدي ان اسلام بصحة جيدة حاليا لكن  انا مظطر لاخبارك  انه بسبب الكسر في عمود اسلام  الفقري .. هو لن يتمكن من المشي مجددا ، سيظل مقعداا  ... انا اسف   . بعد قليل سينقل لغرفته و بامكانكم رؤيته هناك .''

حاول اسلام ان يحرك ساقيه لكنه لم يفلح . حاول مرة اخرى فعجز  . صرخ ، بكى انتابته حالة من الصرع ما استوجب  حقنه بمهدء. طلب الطبيب من والديه ان ينتبها للحالة النفسية لابنهما و اوصى زوجته بان تهتم به كثيرا . كما اقترح  ابقاءه لفترة في المشفى .