Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

مسكين هو

amour-trahiNarjes Fredj - نرجس فرج


هو احبها منذ نعومة اظافرها ، عندها  كان يبلغ من العمر ثلاثين سنة و هي لم تتجاوز الخمسة عشر ربيعا . مجنون هو ، أنَى له ان يحب طفلة ؟؟؟ ظن في البدأ أنه مجرد انجذاب لبراءة الطفولة فيها لكنه أيقن بعدها أنه اياها قد عشق و كلما كبرت كبر حبه  لها.

لذا قرر ان ينتظر عيدها الخامس و العشرين ليذهب لخطبتها . لم يشأ يوما ان يحدثها عن حبه ابدا.

مضت  السنون  بطيئة تعذب قلبه ، و هو يحبها كل يوم أكثر فأكثر .

و أخيرا ، جاء يومه الموعود فبعد عشر سنين  اقترب من تحقيق مأربه و البنية صارت شابة فاتنة  و اليوم لأبيها سوف يتقدم خاطبا.

تناسى أنه قد صار هرما مقارنة بفتاة في أوج العشرين و أهمل الشيب الذي غزى رأسه و  الذي أعلنه أمام الملإ كهلا مقبلا على الخامسة و الاربعين.

عاند نفسه  و عاند سنه و مضى عازما على أن يجعل [ هندا ] زوجا له لباقي عمر يعيشه .

ذهب يدق الارض بقدميه فرحا ، محملا بجرأة كهل و حيوية شاب يقوده الحنين .

دخل البيت ، فوجد هناك الترحيب ، أطلت عليه أنيقة في فستان زهري و كأنها بدر تنزل للأرض ليبهره بجماله أكثر .

أخبرته أنها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر . تقدم واثقا ، سلم و حياها بخجل.

مضى الى غرفة الجلوس  فتفاجأ هناك بوجود ابن أخيه أحمد [ احمد حبيب قلب عمه ، تربى و ترعرع بين يديه و تحمل شتى مسؤولياته بعد وفاة اخيه ]

سأله ببهجة  : " ايها الارعن ماذا تفعل هنا " .

أجابه : " أوا عماه ، ألم أخبرك منذ قليل . فأومأت لي برأسك فعرفت أنك ستأتي الى هنا . لذا سبقت خطايا خطاك "

ابتسم له و جلس دون أن يسأل أكثر و همَ بالحديث . خاطب أباها متلعثما متعرقا فائلا :" أ أنا  هنا اليوم ل لخطبة ..."

قاطعه والدها و قال : " نعرف كل شيء"

تفاجأ هو ، انعقد لسانه من شدة دهشته .

تضاعفت حيرته حين أخبره " لقد افشى أحمد السر ".

ساءل نفسه قائلا : " ويحك يا نفسي ، ألهذا الحد قد فضحتني ؟؟ هل يعلم الجمع أن أحب هندا ؟؟؟ "

أعاده صوت الأب لمجلسهم مرة أخرى فسمعه يقول "  لا تخجل يا صديقي العزيز فتالله أنتم عائلة  على حسن خلقكم محمودون و نحن لن نجد نسبا خيرا من نسبكم . و نحن نتشرف بقبول
أحمد عريسا لابنتنا " .

تفاجأ ، صدم ، حزن  ، نظر حوله  منكسر ا  . رأى أحمدا  يمسك يدا هند و يقولان معا أخيرا اكتمل الحلم.

ـ مسكين هو ـ

أمسك دمعه عنوة ، حمل نفسه متثتقل الخطى ، ينظر للجمع يحدثونه لكنه لم يفقه من حديثهم كلمة .  

ابتعد و هو يعاند دموعه و يمزقه الالم . ابتعد و هو  يدندن لحنه الحزين : " هند حبيبة أحمد ، هند حبيبة أحمد ..."

جنَ المسكين و في سواد ذاك الليل اختفى حاملا معه حبه القتيل ، تلاشى في العتمة كما يتلاشى النور أمام سطوة الظلام .

رحل المسكين .

بقلم نرجس فرج

مسكين هو