Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

الوطن تفديه بروحك

amour-terre-resistanceNarjes Fredj - نرجس فرج

الوطن تفديه بروحك كلمات نشأ على وقعها طفل في سنه الثالث عشر . كانت أمه دوما ما تردد هاته الكلمات على مسمعه ، هي زوجة ضابط مستشهد في حرب ضروس ذهب ضحيتها أطفال و شيوخ و نساء كثيرين .

كان زوجها ضابط مقداما شجاعا ضحى بنفسه ليدحر قوات العدو . كان بطلا و هاهم الى اليوم يذكرونه و يذكرون بطولاته. يحكون أنه  أخذ حفنة من تراب استنشق ريحها و التفت الى رفاقه مبتسما أطلق بصوته الشهادتين و صاح : الوطن تفديه بروحك ، ثم تناثرت جثث العدو هنا و هناك . لقد تقدم نحو أولئك المعتدين المغتصبين للأرض و فجر نفسه بينهم . رفرفت روحه معانقة سماء وطنه بينما عاد رفاقه الى زوجه الحامل يرددون آخر كلمات قائدهم : الوطن تفديه بروحك .

لقد كان الضابط فراس زوجا حنونا و ابنا بارا . أمه عجوز فاق عمرها الثمانين . نشأ في عائلة متكونة من تسع أفراد ، أبوه كان فلاحا بسيطا شقي وتعب من أجل أن يعيلهم . هناك في أرضه كان يعشق أشجار الزيتون ‏‎ ‎يتباهى بها فهي دلالة على ارثه و ارث أجداده .

هناك تعلق فراس بالأرض أكثر ، أحبها أكثر ، تنفس عبقها أكثر ، انطبع ريحها داخل خلايا روحه . تمنى أن يبقى بأرضه  لآخر يوما بعمره . حلم بأن يربي أبناءه هناك ، أن يراقب لعب أحفاده هناك تحت أشجار الزيتون . كانت هذه - فقط - أكبر أحلامه و أمانيه .

لكن ...‏

منذ ذاك اليوم المشؤوم ، اليوم الذي أحرقت فيه أشجار الزيتون ، دمرت جل أحلامه .

استشهد يومها ، أبوه و أخوته الست اثناء محاولة الدفاع و الذود عن أرضهم . أما هو فلم يجد حيلة كان الأصغر بين اخوته . أمروه بالاختباء و أمهم بعيدا ؛ غضب ، احتج ثار في حضرتهم قائلا : "  هذه أرضي و من واجبي حمايتها ، أنا أيضا قوي مثلكم "

أجابوه ببسمة مودع : "بل انك الأقوى بيننا ، لهذا نأتمن الوالدة معك فاحفظها و ارعها لاجلنا و لا تدع مكروه يصيبها " . لذلك رضخ و ابتعد . دفن هناك حلمه بجانب قبور اخوته و والده .
لكنه أقسم أنه سيعود و سيطرد المعتدين ، سينتزع أرضه منهم و يغرس أشجار الزيتون . ‏‎

يتبع

نرجس فرج



 الوطن تفديه بروحك