Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

ركين #29

manel-abdelwaheb-rakinManel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر


غادرت ركين المشفى بعد أن بدأت تتماثل للشفاء.... غادرت المشفى و لم تكن وحيدة، بل كانت برفقة الدكتورة سعاد و زوجة خالها و كذلك الصغيرة أمل...كما كان آسر،حبيبها، بمعيّتها...لقد أثبت لها أنّ هناك من الرجال من هُم أهل للثقة و للإحترام و للحب كذلك...كان إهتمامه بها و هي على فراش المرض يسعدها كما يُسعَد الطفل بقطعة حلوى... كانت ترى نفسها في عينيه كما لم ترها من قبل....

كانت تشعر بحبّه في كلّ حركة يأتيها و في كلّ كلمة يقولها و كانت تهيم به و تستفتح دعاءها كلّ صباح بالحمد على نعمة وجوده في حياتها..... و كأنّها بنفسها أدركت السعادة أخيرا....لقد كانت سعيدة بحبّه و بعلاقته المميّزة بإبنتها المتبناة التي أحبّته منذ تعرّفت عليه....كان يبدو حنونا و رؤوفا....كان يحاول قصارى جهده كي لا يتركها وحيدة إلا عند الضرورة.... و هاهي الآن تعود إلى قرية كف الصبي ...

تعود بإصرار أكبر على إستكمال مشروع المدرسة الثانوية ففوجئت بأنّ أعمال البناء لم تتوقّف خلال الخمسة عشر يوما التي أمضتها في المشفى...إلتفتت نحو الخالة حليمة كي تستفسر عن الأمر فسارعت هذه الأخيرة إلى الإجابة قبل حتى أن يُطرح السؤال فقالت " لقد أصرّ العمال على مواصلة الأشغال معتبرين أنّ المشروع من مسؤوليتهم أيضا و قد كان آسر يتردّد يوميا على القرية لكي يؤمّن إحتياجاتهم و يتفقّد أحوالهم...أطال الله عمره و أدام عليه نعمه "...

إفترّ ثغرها عن إبتسامة مشرقة لم تزر وجهها مُذ كانت طفلة...نظرت نحوه فرأته يحمل أمل في حضنه و يلاعبهاةو كأنّه والدها....كانت تشعر و كأنّها في حلم جميل تخاف أن ينتهي على حين غرّة... دلف الجميع إلى داخل المنزل في حين توجّهت ركين إلى ما تبقى من الورشة تتفقّد الأضرار فأدركت أنّها محظوظة لأنّها نجت من الحريق و أنّ أفضل ما حدث أنّها أخرجت ما صنعته من تحف من الورشة قبل إندلاع الحريق بيوم....عليها الآن أن تبدأ من جديد و لكنّها لن تكون وحيدة هذه المرّة بل ستكون برفقة حبيبها....شعرت بيده تربّت على كتفها و تخلل صوته سمعها مارّا إلى شرايينها...همس قائلا " سيكون كل شيء على ما يرام...أعدك بذلك حبيبتي" هذا ما تصبو إليه أن يكونا معا و أن يكون كل شيء على ما يرام...


يتبع

منال عبد الوهاب الأخضر



ركين #29