Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

ركين #25

manel-abdelwaheb-rakinManel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر


إمتلأ المنزل حياك بقدوم "أمل"  التي تخلّت عن كآبتها و حزنها و قرّرت أن تُقبل على الحياة رفقك عائلتها الجديدة...  و قد كانت "ركين"  في قمّة تفاؤلها و سعادتها...  حتّى أنّها نسيت،  أو لعلّها تناست كلّ ما يشغل بالها...  تناست ما حدث من قبل رجال القرية الذين يريدون تعطيل مشروع المدرسة...

بل تحدّت مخاوفها و إستدعت عمّال البناء من جديد و إستأنفت الأشغال في مقابل ذهول كبير من قبل أهل القرية الذين خالوا أنّها قد تراجعت عن هدفها... كما أنّها عمدت إلى تناسي حضور "آسر"  و غيابه المفاجئين عن حياتها... تناست أمر الرسالة التي أقفلت عليها في صندوق أخفته عمدا فوق الخزانة...  أمّا هوّ... فلم ينسها و لم يتمكّن حتّى من تناسيها... بل كان ينتظر منها أن تتّصل به...  فقد توقّع أن تكون قد قرأت الرسالة...

لم يكن يعلم أنّ ما فعله كان مخيّبا للآمال إلى الدرجة التي جعلتها ترفض قراءة ما خلّفه وراءه من كلمات مخطوطة على ورق... كان يتخبّط بين رغبته في أن يتّصل بها و يعتذر و يطلب منها أن تقرأ الرسالة إذا لم تكن قد قرأتها بعد و بين كبريائه الذي يمنعه من ذلك مذكّرا إيّاه بأنّها إن لم تكن قد إهتمّت بأمر الرسالة فهذا يعني أنّه لا يعني لها شيئا و أنّها لا تهتمّ لأمر رحيله أو بقائه...  و كانت الغلبة لكبريائه... كبرياء الرجل الشرقي.....


********

مرّ شهر على قدوم "أمل"  إلى المنزل بصفتها الإبنة المتبنّاة ل"ركين"... "ركين"  التي كانت تتأمّل كلّ صباح تقدّم أعمال البناء بسعادة بالغة... ها أنّها تقترب رويدا رويدا من إكتمال حلمها و حلم كلّ فتيات القرية... الفتيات اللّواتي لن تُحرمن،  من الآن فصاعدا،  من حقّهنّ في التعليم بحجّة بُعد المسافة و عدم توفّر وسائل للنقل... كانت تترشّف قهوتها و هي تعمل في ورشتها على مجموعة جديدة من التحف الخزفية التي إختارت أن ترصّعها ببعض الأحجار الملوّنة صغيرة الحجم...

و قد إرتأت من خلال هذا الأسلوب الجديد أن تحوّل اللاّشيء إلى شيء.... كما تحاول منذ وُلدت أن تفعل مع نفسها... فاجأتها المعينة المنزلية و هيّ تحمل الصندوق الذي أخفت فيه رسالة "آسر"  كي تعلمها أنّها كانت تنظّف الخزانة من الغبار حين عثرت عليه...  وضعت الصندوق أمامها و هي تسألها إذا ما كان عليها رميه في القمامة أم أنّها تحتاجه... إحتارت أمام هذا السؤال رغم بساطته... هل تخبرها أنّها لا تحتاجه و أنّ عليها رميه في سلّة المهملات؟ 

ماذا لو كانت الرسالة مهمّة و ليست مجرّد عبارات إعتذار؟.....  سرعان مل خرجت من حيرتها و قالت بصوت مرتبك " يمكنك التخلّص منه،  لست في حاجة إلى هذا الصندوق القديم"... ما إن أخذت المرأة الصندوق و همّت بالخروج من الورشة حتّى خرج صوتها مجدّدا"  أتركيه....  سأبحث فيه أوّلا... ربّما أكون قد وضعت فيه شيئا مهمّا و نسيت ".... ما إن غادرت المعينة المنزلية المكان حتى سارعت إلى فتح الصندوق و أخذت الرسالة بيدين مرتجفتين...  وضعتها جانبا ثم عادت إلى إلتقاطها و قرّرت أن تقرأ ما ورد فيها....


يتبع

منال عبد الوهاب الأخضر


Saveركين #25