Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

ركين #6

fille-village-tunisManel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر


كانت الدكتورة " سعاد " مرتبكة و هوّ الأمر الذي أثار الريبة في نفس " ركين " التي كانت على قاب قوسين من التنصّل من ذكرياتها الأليمة  حين فاجاتها أمّها الروحيّة بقولها " بنّيتي، عليك أن ترتّبي أمر عودتك سريعا...

لقد وصلك تبليغ من عن طريق المحكمة من طرف محامي خالك " محمود "... لقد توفّي الرجل و لم يترك وريثا غيرك و زوجته " حليمة "... عليك أن تعودي كي تنتهي من هذا الأمر... أرجوك لا تنزعجي و لا تغضبي...بإمكانك أن ترفضي الميراث " .... آخر ما إنتظرته " ركين " أن يعود إليها الماضي بهذه الطريقة ... لم تتوقّع يوما أن يجعل منها القدر الوريثة الوحيدة  لأكثر شخص تكرهه في هذا العالم...

أنهت إتّصالها مع الدكتورة " سعاد " و بقيت مذهولة... يسكنها شعور مبهم ... يتراوح بين الغضب و التقمة و التشفّي و السعادة... أجل ....السعادة... لقد أسعدها الخبر لسببين إثنين أوّلهما أنّها سترى الخالة " حليمة " مجدّدا  و لن تتركها أبدا هذه المرّة... و ثانيهما أنّها ستعود إلى تلك القرية و هيّ مرفوعة الرأس...ناجحة... مستقلّة.... سيرى الجميع أنّها نفضت عنها غبار الإهانة التّي حمّلوها إيّاها فقط لأنّها " أنثى "...سيرون أنّ إبنة الخزّافة التي تنكّرت لها عائلة والدها الثريّة أصبحت ذات شأن... أصبحت فنّانة تترك بصمتها أينما حلّت... تدعوها أكبر التظاهرات الفنيّة العالميّة لتأثيثها...ربّما لن يفهم أهل قريتها ما وصلت إليه من مجد بفضل موهبتها  في فنّ الخزف التّي ورثتها عن والدتها رحمها اللّه... لكن... على الجميع أن يدركوا أنّها لم تعد منكسرة و لا ضعيفة... لم تعد عبدة لخالها و لا تابعة لزوجها العجوز...بل أصبحت "ركين "... " ركين الخزّافة "...

دلّكت جبينها بهدوء محاولة التخلّص من بقايا الصداع الذي يكاد يفتك برأسها ... بعثلت برسالة نصيّة قصيرة إلى مساعدتها تطلب منها أن تحجز لها على أوّل رحلة إلى تونس... ستعود إلى العاصمة و منها إلى بلدتها الجنوبية و من ثمّة ستتّجه نحو قريتها... ذاك المكان الذي لم تطأه قدمها مذ هربت بشقّ الأنفس من قبضة الأحمق الذّي زوّجوها منه مجبرة... ردّت عليها " زينب " تعلمها أنّها ستسافر إلى المغرب أوّلا ثمّ منها إلى تونس نظرا لعدم توفّر خطّ طيران مباشر بين الأراضي المكسيكية و التونسيّة... لقد حان وقت المواجهة إذن... ستعود " ركين " إلى أرض المعركة و لكنّها إختارت أن تكون المنتصرة هذه المرّة لا محالة... إختارت أن تكون و ستكون....



منال عبد الوهاب الأخضر
Saveركين #6