Manel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر

ترجّلت عن السيارة التي توقّفت لتوّها أمام مقرّ الجمعية... قد أصرّت عليها كلّ من "حليمة" و "سعاد" كي تتأنّق من أجل هذا اللقاء الذي من المفترض أن تليه جلسة تصوير من أجل المسابقة العالمية للتصوير الفوتوغرافي....

و كما هوّ الحال دائما، لم تُفرط "ركين" في التأنّق و لا في التبرّج... لطالما كانت بوهيميّة التوجّه... تميل إلى البساطة التي لا تخلو من التفرّد.... فكانت ملابسها قريبة من ملابس الغجر... تخلط بين الجرأة المحمودة و الفوضى الخلاّقة و هذا ما لم تغيّره نجاحاتها المتتالية و سفرها إلى أكبر عواصم العالم...

و اليوم، رغم إلحاح مقرّبتيها عليها بإرتداء فستان معاصر إلاّ أنّها لم تغيّر أسلوبها و ها قد إختارت من أجل إطلالتها كنزة بتصميم واسع مع تفاصيل متفرّعة ذات لون أبيض قريب إلى الرمادي الهادئ و أضافت إليها تنورة قصيرة يمتدّ طولها إلى ما تحت الركبتين بلون أزرق سماوي و نقوش مزخرفة تنعكس على الحذاء الأبيض ذا الكعب العالي...

كما إختارت حقيبة سوداء ذات أهداب طويلة و أقراط طويلة زرقاء داكنة تأخذ شكل الريشة....

أسدلت شعرها القصير لأنّ إسداله حرّا على كتفيها و تلاعب الريح بخصلاته يمنحها جرعة إضافية من الثقة بالنفس...

أخذت نفسا عميقا قبل أن تلج إلى مقرّ الجمعيّة النسوية أين إستقبلتها المسؤولة بترحاب كبير... وصلتا إحدى القاعات حيث لمحت من بعيد رجلا و إمرأتين... كان الرجل يحمل آلة تصوير رقميّة متطوّرة لا يملكها، عادة، إلاّ مُحترفو التصوير الفوتوغرافي... بمجرّد رؤيتها للكاميرا، خطر ببالها "آسر"...

ذاك الرجل الذي أهان كبرياءها كأُنثى و تجاهل وجودها و أنكر حتى معرفته بها.... همست لنفسها بضحكة ساخرة و ردّدت بصوت منخفض أقرب إلى الصمت" في نهاية الأمر هو رجل ككل الرجال "...

كانت المسافة الفاصلة بين الغرفة التي تجلس فيها" ركين" و الرواق الذي يقف فيه الرجل و مرافقتاه مسافة لا بأس بها...

مسافة منعت "ركين" من التعرّف على "آسر".... أجل... إنّه هوّ... إنّه هنا من أجل جلسة التصوير الفوتوغرافي... هذا ما لم ينتظره كلاهما... أن تجمعهما الصدفة مرّة أخرى... دون أن يتّفقا أو حتى أن يختارا اللّقاء...