Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
الى اين #2
Ahlem El Mezni - أحلام المازني
كان يومها عصيبا طويلا كعشية يوم أحد شتوية ، لم تترك هاتفها ولو لوهلة ، تتفقد صندوق رسائلها على الفايسبوك ،
كانت تأمل أن يتصل بها، أن يخبرها أن ليلة أمس كانت أروع ليلة في حياته كلها ،
لكنه لن يفعل ، المسكينة تعرف أنه مطلقا لم يفعل ذلك يوما ولن يفعل أيضا ..
وجع يكبس على انفاسها وكأنها تحتضر ، تشعر بإختناق ، دموع تكاد تفضحها أمام زملائها فالعمل ..
ها قد حان وقت العودة إلى البيت وإلا حد الآن لا يزال هو في عداد المفقودين ..
إتصلت بي لنلتقي في مقهانا المعتاد، جهست نفسي واتجهت مسرعة إليها، وصلت إلى هناك، وجدتها تحتسي قهوة ،تحمل سيجارة بيدها اليمنى و كأنها تريد التهامها ،
عانقتها وسألتها :
-ماذا هناك ؟ مالأمر ؟
-اختنق يا يارا ، أشعر أن ساعتي قد حانت ؟
-ماهذا الهراء ، كفاك سذاجة ، وقولي ماذا حصل !!
-كنت معه ليلة أمس، كان أكثر حنانا، أكثر رومانسية، كان رائعا في كل شيء ، اعتقدت لوهلة أنه سوف يعترف لي بحبه يا يارا !
وها قد بدأت بالبكاء .. مسكت بيدها محاولة تهدئتها :
-كفا يا عزيزة ، كفا أرجوك ، فدموعك اغلا من أن تذرفيها قهرا على رجل لا يستحق ..
-أحبه يا يارا ، أحبه ، هل تفهمين هذا !! لا، لن تفهمي فانت مطلقا لم تعشقي من قبل فكيف عساك أن تشعر بالنار التي توقد بداخل !! (تقول هذا بغضب )
-أنت على حق، أنا اسفة، فكيف لفتاة مثلي ، متغطرسة كما يقول الكل، أن تفهم حالة إنسان مغرم ...
شعرت بالذهول وقتها ، وكأني دخلت في دوامة لم أعرف الخروج منها ، ماذا دهاني؟؟ هل أشعر بالأسى على نفسي أم عليها !! كيف لي أن أقول لها أني قد حرقت كل كتب الحب من زمن طويل ، أني نزعت قلبي ووضعت مكانه حجرا صعب التكسير ، أني دفنت ذلك الماضي الأليم ، كيف عسايا أقول لها أن الرجل الوحيد الذي أحببته قد توفي ليلة زفافنا بحادث مريع؟؟؟
كيف لي أن أتذكر كل هذا ؟؟
كيف لي أن أخبرها أني قد دفنت معه في نفس المكان و الزمان ، أن هذا الجسد يفتقر إلى روح ، 4 سنوات مرت ولا ازال أذكر آخر كلمة له "وأخير سوف تكونين حلالي ، أخير سوف أقبلك أمام الكل، " (كان حينهاا فالسيارة متجها الي ، سعيدا كفراشة في يوم ربيع ) ، كانت تلك آخر كلماته ثم إنقطعت أنفاسه .. حادث أليم جعلني أرملة قبل الزواج ، حادث أليم أخذ مني حبيبي وتركني جسدا بلا روح..
الم يختر ببالها يوما لماذا تركت وطني وعائلتي وجئت للعيش هنا في بلد لاعرف منه أحدا !! لم استطع أن أكمل حياتي في وطني ، فكل مكان يذكرني به وبالحياة التي رسمناها سويا ....
صمت رهيب خيم على الماكن ، حاولت أن أخرج من تلك الذكرايات الذي تهت بها وأن أعود إلى عالم الواقع المزيف الذي أعيش به ؛ إبتسامة صفراء رسمت على شفتاي و قلت لها :
-كفاك غضبا وإكتئابا وانصتي لي جيدا...
Website Design Brisbane