Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
عن الألم
Narjes Fredj - نرجس فرج
كانت تجلس هادئة في الفصل ، تراقب السماء من نافذة القسم . طرح الاستاذ حينها سؤالا قائلا : " ما هو الألم ؟ و من سيتمكن من اجابتي سيحظى بعشر نقاط كاملة في الاختبار الرئيسي . "
لاقى اغراءه هذا صدا مدويا في انفس التلاميذ و سارعوا كلهم بطرح اجاباتهم الا هي ظلت تحدق بهم دون ان تحرك ساكنا . برودها ذاك جذب الاستاذ اليها فبعد أن خاب أمله من المحاولات اللاتي تلقاها التفت ناحية البنية وعلها تثلج صدره باجابتها . قال :" انت الوحيدة التي لم تعطني اجابة ". نظرت اليه و تجاهلت سؤاله فاعاد الكرة لتجيبه قائلة :" و اي فائدة ترجى من اجابتي يا استاذ " ؟؟
أصر عندها هو لتخبره رأيها و تمادى به فضوله الى أن يهددها بخصم نقاط منها اذا لم تجبه.
وقفت متثاقلة الخطى بادلته نظرات حزينة و أجابت :" أتريد أن تعلم ماهية الالم مني ؟؟؟؟ اذا استمع لي يا سيدي . الالم هو بدلا عن عودتك و انت متعبا الى بيت تعانق فيه والديك و تشم ريحهما فيختفي كل تعبك ، تعود الى ميتم. الالم هو نور صباح يبزغ ليذكرك أنك يتيم وان هذا الصباح ايضا أمك لن تحظر من أجلك افطارا مفعما بالحب كما كانت تفعل و ان ابوك لن يداعبك و يوصيك أن تنتبه لنفسك كما اعتدت.
الالم يا سيدي حياتك و انت تعلم انك لن تقابل ابويك مجددا و انك ستكتفي بالعيش على ذكراهم . الالم ياسيدي هو طفلة لم تتجاوز ربيعها الخامس عشرة تحرم من ان تنادي ( أبي ، أمي ) و ان تنادى ب ( صغيرتي).
وهو ايضا تخلي جميع معارفك عنك لانك فقط اصبحت يتيما . الالم هو نظرة الشفقة لحالي التي تعلو الآن وجهك يا استاذي.
الالم هو أن تسألني أنا عن معنى الالم .
بقلم نرجس فرج
Website Design Brisbane
Tags: