Manel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر
حاولت، دون جدوى، أن تسترضي أمّها... كادت توسّلاتها أن تثير شفقة جماد الباب المقفل الكائن بينهما... لكن... هباء... فأمّها إمرأة صلبة... قويّة... لا تتراجع بسهولة عن مواقفها... و هي تدرك جيّدا ما تفعل... لقد قرّرت أن تعاقبها لأنّها قالت ما لم يرق لها...
تمكّن منها اليأس فتركت باب الغرفة و إستسلمت للتعب الذي ترغب في التخلّص منه... سارعت إلى سريرها و ألقت بذهولها، تعبها و شجنها على وسادتها... هذه الوسادة التي تتجاوز بعدها المادّي... فوسادتها ليست مجرّد شيء من أشياء هذه الغرفة... هذه الوسادة هي رفيقة درب، أنيس وحدة، مجفّف دمعة... هذه الوسادة هي الشاهد المتجدّد على تأوّهاتها و نوبات جنونها...