Manel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر
إستيقظت على صوت أزيز الستائر حين فتحت أمّها نوافذ الغرفة... لامست خيوط شمس الصباح وجهها فأغمضت عينيها مجدّدا و كأنّها تخشى إستعادة أحداث الليلة الفارطة... لا تريد أي رابط يعيدها إلى ما مرّت به... سوف تحاول تجاهل ألمها و لن تسمح للإنكسار أن يتمكّن منها فالهزيمة ثوب لا يليق بها... هكذا علّمها والدها... أن تكون أقوى من الأيام و أشد من الظروف... ألقت تحيّة الصباح على والدتها و أعلنت بداية يومها بإقامة أوّل و أهمّ و أقدس طقوسه... القهوة... تلك الفاتنة السمراء التي تترشّفها الشفاه و يتذوّقها اللسان فتنفذ إلى ثنايا الروح فتشفيها سقمها مهما كان بليغا... القهوة... هذه الرفيقة التي لا تخون... هي الدواء الذي ما فشل يوما في علاجها... بينما كانت تستمع بقهوة الصباح...