Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

صعب هو الفراق

loss-leave-difficultIkram Arfaoui - إكرام العرفاوي

أصبحت اشك ان ليس لي جذور كغيري في الطين... لحظ غاب عني منذ سنين... لواقع يحيط بي و لا يلامسني... لخداع اللمعة في اعين الناظرين... احساس الوردة البلاستيكية في عارضة بلورية... و عطر فل مرشوش...

إحساس الوجود و انعدامه... و احساس تزامنهما معا...

احساس ان تكون و ان لا تكون، ان توجد و تستعمل فقط عند اللزوم، صديق الضيق و الرفيق،

إحساس جفاف المعاملة و اللين بداخلك.. ، إحساس استغبائك و عيناك نظارتين... 

احساس التعلق و ان يكون لك بسرعة بديل، الشيء الذي يخيب آمالك و يجعل القلب حزين، ان تسر العين و الناظرين و تلقى اهتماما، تقول لنفسك فيه هم مبالغين، لبساطة تراها في روحك، لقلة ثقة او ربما لانعدامها حتى... لتعودك على الترك و الخذلان أيضا... كلها سيان، تراكمات، رسمها على بتلاتي الزمان، لم اذبل لم اجف، لم تغيرني الأحزان، ربما اشحب و تبهت الألوان لكن سرعان ما ارمم شقوق الحزن في ملامحي و اقول تجاعيد رسمها الزمان، ضحكت فظلت محفورة على وجنتي كذكرى، اما عن الشامة فنجمة سقطت ذات أمنية، اما الباقيات فدمعات كلما نزلت لتطفئ لهيب قلبي تفحمت...

وردة بلاستيكية... تصلح للزينة، يحبذ ان تشمها و هي حزينة، عندما تبكي تفوح رائحة الفل "لذيذة" ، تأملها و مر بسلام، لا تحركها بلمس او كلام، جميلة مثلها سمعت من الأشعار أبحر بالحان مختلفة و اشجان ، و رأت في العيون المنبهرة وعودا لكن في أرض الواقع حضت بكثير من الخذلان، احساس انها ليست كافية، اصبحت ترا نفسها عجوزا و هي تنظر الي الزهور في ربيع الحياة بجوارها يملأها الشغف و هي منطفئة، منطفئة جدا، فارقتها الحياة و هي يانعة

إلى أن سرقت من تلك الواجهة و عرفت طعم الحرية، و احست بالحياة تدب بها من  اعماقها جذورها ثم إلى كل ورقة من اوراقها و كل بتلة من بتلاتها... اينعت و كأن روحا جديدة خلقت بها... اصرت بعدها على الحياة أكثر، ليس لنفسها بل لشغف رأته في عيناه... احست انها اخيرا وجدت، لوحظت، قدرت، و أنها لن تضيع مجددا، ستضربها الرياح و تواجهها الأمطار ستلفحها اشعة الشمس، ستتذوق الحياة من الذ كؤوسها... ازهرت... فاح عطرها، اينعت و الكل لاحظ ، الا هي، لم تهتم كانت منصاعة تتبع حبل النجاة إلى الحياة الذي رمي لها و لأول مرة تشبثت به بكل أمل...

عرف ماضيها من ندوبها و أعتذر عن تشويه الحياة لبريئة مثلها، أعتذر عن عدم وجوده ليكون سندها ليحميها، كانت كلماته بلسما لجروحها، انستها ندوباتها و أصبحت ترى نفسها في مرآة عينيه فقط، فائقة الجمال، أنيقة و كافية... أخبرها ذات لقاء و النجوم شهود أنها أندر من نادرة و أسماها" فلتة من الزمان"، كان خوفها من التعلق به اكبر من خوفه بتجارب، لكنه كان يستحق المجازفة بعد أن جعل منها تظن أنها تستحق الحياة، لم تتعلق فقط، بل تشبثت بكل ما تبقى فيها من جذور، نزعت عنها شوكها و الاغصان التي كانت تحتمي بها من شر الزمان، و اعتذرت عن  اكتسبتهم، الزمها مر الزمان...

و حدث ما لم يكن في الحسبان، في الحقيقة، حدث المتوقع،

انقطع حبل الحياة و يا خيبة الأمل، انقطع فجأة دون سابق تحذير، من فرحتها نسيت ان تتأكد من متانته فكانت خيبتها، انقطع حبل الحياة بشدة و ضاع الجزء الآخر، لم يبقى لها سوى خيط وهمي من الذكريات و التفاصيل تتشبث به تظن به النجاة و هو الغرق بذاته.. ظلت تضربها الرياح لتمر في كل مرة على ذكرى و تنتظره عندها ان لاح... تقف عند كل نسمة و هبة ريح، عند كل موجة، كل ليلة، عند كل نجمة و شهاب سقط ليستريح، عند كل مطر، و أغنية، عند كل كلمة... تقف عند التفاصيل، مولعة مثلها بالتدقيق في الطيات و الثنايا، عند كل ركن تجد شيئا منه، و يرتجف قلبها ليستغيث، صعب هو الفراق، عرفت الآن إحساس أغصان الشجر المتجردة في الخريف، و الأرض المتشققة في حر الصيف، و عرفت اكثر حاجتنا لسرقة شعاع شمس من بين السحب في برد الشتاء، و الحاجة لنسمة في قيض الصيف، حاجة الطفل لأمه... تفكير ينادي تفكير  فعرفت الكثير، و حزنت اكثر، ربما تلك الأشياء ليست بهذا السُوء، ربّما عينايا مُرهقتان ليس إلا، أو خاطري مكسور ، ربما أنام و اصحى اقوى، ربما هو مجرد حلم او كابوس حزين، ربما هو درس آخر ادونه في كتاب الزمان الذي في كل مرة اقول لن اقوى على مزيد من الأحمال، و سبحانه يختبرني و يقويني...

، في الحقيقة بيا روح و ملئي حياة، اظن ان الفرق الوحيد و السر في الأمر أني مثل زهرة نادرة على سفح جبل بعيد وحدها يد الله دائما ترويني

إكرام العرفاوي

صعب هو الفراق