Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
حب شقي
Ikram Arfaoui - إكرام العرفاوي
كانت عاشقة، تحمل له حبا خرافيا، حبا جمّا سخيّا، حبا طاهرا و نقيا، فتاة مثلها بحنان القطن و شاب مثله بصلابة الفولاذ، كانت شفافة كالماء، و كان غامضا، كان الاختلاف عميقا، هي تعتبر النظر إلى غيره خيانة و هو ينظر في جميع الاتجاهات، كانا يشبهان المدّ و الجزر لكل فيهما إتجاه مختلف.
هي فتاة تحت تأثير الحب و وطأة الكبرياء، و هو لا يلاحظ، مغرور، يهوى الجفاء، هي تعرف أن الطريق إليه مستحيل و أن المصير هو الرحيل، لكنها تصارع قلبها الذي تتسارع دقاته نبضا باسمه، يكبر الحب في قلبها كل يوم، تمتد أغصانه أكثر فأكثر ، الحب فيها الآن، جزء لا يتجزء، لكن رغم كبره، لا زالت تأبى البوح به...
سميتها فتاة الكبرياء ، حبٌ كالذي في قلبها، كافٍ ان يدخل السلام على قبيلة في عداء، لكن هي ظلت تلك الفتاة التي تلبس ثوب الحياء، تستحي ان تبوح حتى بالنظرات، جل ما تبادله إياه هو البسمات... تبتسم و قلبها يرتجف في الثانية مئات الخفقات، ترتبك ، تتعرق، تخاف ان يمسكها متلبسة بحبه...
و هو! أعمى أصم عن كل ما يحدث لها، فتاة تزهر حبّا، الجميع حولها يستنشقون عبير الحب الذي يعبق منها و يتساءلون عن سرّه، عن سر الشعلة التي تجعلها و كأنها فتاة العشر سنوات، عن لمعة عينيها ...عن احمرار خديها و هو بالجوار.. و هي تأبى البوح، تكتفي بالانتظار.. تنتظر ان يحبها بإرادته لا غصبا و لا تحت تأثير اي ضغط يجعله يأخذ هذا القرار.. ربما يكون اعترافها بحبه حافزا، يفتح عينيه على عشق لن يرى مثله، لكنها لم و لن تبادر بالتنازل و تعترف بعفوية الانبهار، بحب التفاصيل و الصدف، بليالي الأرق، بالأحلام الوردية و الكوابيس الليلة،ستظل تخفي حبه في قلبها عن العالمين، ان لم يلحظه وحده يشع من العينين ، فهي مصرة على دفنه في قلبها الى أجل غير مسمى.. تحت ضريح الحب السري.. أو الحب الأعمى.. لكم حرية الاختيار.. اما هي فقد سمته حبي الطفولي الغبي،فتاة الثمانية و العشرين سنة ، صبية عاقلة في أعين الناس، "يزن عقلها بلدا " كما يقول المثل.. تلك الصبية، في أول تجربة لها في الحب أصبحت غبية ، عشقت و هي التي كانت تسخر من جميع حكايات الحب و تقول عنها خرافات و أساطير غير واقعية، لا توجد الا في الكتب و الأفلام، ليس لها وجود في واقعنا ، تلك الصبية وقعت في الحب، و لسوء حظها ، اخطارت لها الحياة حبا شقيّا، حبا من طرف واحد... اعانها الله على إحيائه او دفنه في قلبها.. حيث ستشقى في الحالتين
إكرام العرفاوي
Website Design Brisbane
Tags: