Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

سماعة الهاتف

attendre-coup-de-fil"doctoura"- الدكتورة

شعور غريب اعتراني ما ان اغلقت سماعة الهاتف هذه المكالمة انتظرتها طويلا..لعلكم لم تفهموا شيئا!!

هذا اللذي انبعث صوته من وراء الهاتف ليس الا حبيبي..سابقا او لاكون اكثر واقعية،صديقي اللذي لا اذكر في اي منعطف،اتخذته حبيبا..

كانت اياما جميلة..كانت اياما صعبة..

ان تحبي صديقك هو ان تحسي بخيانة عهد الصداقة،هو ان تخرقي قوانين ذاك الرابط الطاهر..

كان هذا الشعور يرافقني..كنت اشعر انني بهذا الحب اخيب ظنه!

لذلك كنت اقاوم هذا الخطأ بكل اسلحتي،احاول اطفاء تلك النيران التي تحرقني،و لم تزد مقاومتي هذا الحب،الا تأججا..

لكنني اتخذت قرارا بان احافظ على هذه الصداقة و ان احاول مقاومة سيل الحب الجارف..ولا ادري اكان ذلك من اجله ام من اجلي..

فقد كان هو بامس الحاجة الى صديقة في حين كنت انا بأمس الحاجة اليه.. صداقات العالم لم تكن تغنيني عنه! كنت شديدة التطرف في حبي و انفقت من اجله كل ما املك..و لم يزدني ذلك الا هلاكا دفعت ثمنه لاحقا!

ان تحب انسانا،تجد نفسك مرغوما على كبت مشاعرك..انه لاشد انواع العذاب!

ان تخفي غيرتك،ان تغطي لهفتك..ان تحاولي كبت لوعة الشوق..لان حبيبك لا يعتبرك سوى صديقة!

لذلك كان علي ان اوقف كل تلك العواصف من الاحاسيس..و كانني اقف امام اعصار!

لن يسمح لك الا باستراق النظرات..لن يفطن بك احد و انت تذوبين كقطعة سكر اذا ما امسك،خطأا،يديك..قد لا يهرع احد لانقاذك،و انت تغرقين في بحر تينك العينين..

كانت تجربة مؤلمة..انتهت بفراق مفروض،فقد انتقل كل منا للعيش في مدينة مختلفة،و كانت اجمل الاقدار،ودعت تلك المدينة اللتي شهدت خطيئتي وودعته..و يومها ودعت حبيبا،لكنني ابدا لم انوي توديع ذاك الصديق..لذلك تحاشيت محادثته لعدة اشهر..كرهت خلالها كل شيء،حتى هو..امضيت ليال و انا ابكيه،احسست انا روحي سحبت مني..ان هذا العالم لا يسوى شيئا..ان الارض توقفت عن الدوران..اني قد ادفع اي شيئا لكي تجمعنا تلك المدينة ثانية..هلكت.. الى حين ان تعافيت من حبه..ذات خريف..او هذا ما احسسته!

لذلك اردت اجراء اختبار،و كانت وسيلتي هذا الهاتف،كان خوفي لا يوصف من ان يغلبني الحنين..ان تتدفق امامي انهار الذكريات،قاومت كل مخاوفي تحديت ضعفي و اتصلت به..و حين انبعث صوته،احسست اني انتصرت..على نفسي! كان لقاءا كما اردته،نقيا من حب..كما سعيت اليه!

اليوم هاتفت صديقي،لقد افتقدته طويلا..اما ذاك الحبيب فد اختفى وودعته ذات ليلة تحت سماء بلا قمر..ودعته بعينين دامعتين و ادرت له ظهري..كم كان صعبا كل هذا! لكنني احتفظت بصديقي اللذي كنت اتداوى من حبه..لم اخيب ظنك ايها الصديق فها انا اليوم صديقتك من دون تشويه..كم انت محظوظ بي !

"بقلم "الدكتورة

سماعة الهاتف