إقتربت سيارتها من مدخل القرية فوجدت نفسها تعاين نفس المشاعر التي تراودها في كلّ مرّة تطأ فيها موطئ هذا المكان البغيض...توقّفت أمام الباب، ينتابها التردد...هل تطرق الباب أم تعود أدراجها نحو السيارة في انتظار خروج أمل التي أتت لاصطحابها بالأساس؟ من المؤكد أن حليمة التي تعلم أنها قادمة ستحاول إقناعها بعدم الرحيل...
و من المؤكد أيضا أنّها لن تتمالك نفسها و ستقع في فخ اللوم و الحال أنها في غنى عنه...لن تلوم حليمة و لن تلوم آسر و لا أمه... حتى أنها لن تلوم رجب الذي دمّر حياتها في البداية حين تزوجها و هي طفلة ثم عاد ليدمرها مرة أخرى لأنه العائق الأول بينها و بين حبيبها آسر...فصلت في الأمر بينها و بين نفسها و قررت النزول من السيارة و كان الأمر كذلك...توقفت لتطرق الباب لكنه فُتح قبل أن تفعل...و ها قد وجدت نفسها وجها لوجه هي و حليمة التي خذلتها كما لم يخذلها أحد...و أخيرا إلتقت عيون حليمة بعيون صغيرتها ركين...