غادرت ركين المشفى بعد أن بدأت تتماثل للشفاء.... غادرت المشفى و لم تكن وحيدة، بل كانت برفقة الدكتورة سعاد و زوجة خالها و كذلك الصغيرة أمل...كما كان آسر،حبيبها، بمعيّتها...لقد أثبت لها أنّ هناك من الرجال من هُم أهل للثقة و للإحترام و للحب كذلك...كان إهتمامه بها و هي على فراش المرض يسعدها كما يُسعَد الطفل بقطعة حلوى... كانت ترى نفسها في عينيه كما لم ترها من قبل....
كانت تشعر بحبّه في كلّ حركة يأتيها و في كلّ كلمة يقولها و كانت تهيم به و تستفتح دعاءها كلّ صباح بالحمد على نعمة وجوده في حياتها..... و كأنّها بنفسها أدركت السعادة أخيرا....لقد كانت سعيدة بحبّه و بعلاقته المميّزة بإبنتها المتبناة التي أحبّته منذ تعرّفت عليه....كان يبدو حنونا و رؤوفا....كان يحاول قصارى جهده كي لا يتركها وحيدة إلا عند الضرورة.... و هاهي الآن تعود إلى قرية كف الصبي ...