شعرت جميلة أنّ الزمن قد توقف بها أو بالأحرى أنّه عاد بها إلى سنوات خلت... سنوات خالت أنها دفنتها إلى ما لا نهاية... وجدت نفسها وجها لوجه أمام ذكريات جاهدت طوال حياتها كي تخفيها وراء السديم...
آلام لم تتقاسمها سوى مع زوجها نور الدين -رحمه الله- و يبدو أنّ القدر سيجبرها على فتح باب الماضي الغارق في السواد... لم يعد أمامها حلّ غير كشف المستور.... ضرورة و ليس إختيارا....إذ يبدو أنّ إبنها قد سمع حديثها مع حليمة... و يبدو أنّه يظنّ أنّها قد أنجبته سفاحا من رجب... يا لهول ما يفكّر فيه إبن قلبها بشأنها!!!... إنّه يظنّ أنّها إمرأة خائنة... يظن أنّها خدعت زوجها.... عليها أن تستوعب غضبه و شطط تأويلاته....