كل الاشياء تفلت منا بنفس السرعة التي نستقبلها فكل شيئ قابل للرمي و التخلص.. كل شيئ قابل للاستخدام السريع و لمرة واحدة ..

حتى اغلب  العلاقات نصنعها بطريقة تجعل التخلص منها سريعا و بسيطا .. لا شيئ يدوم ... كل شيئ ينتهي ثم تبدأ بعده البدايات من جديد ثم تنتهي كذلك ... 

فاحمق من يظن ان ما نشعر به سيكون دائما ان كان سعادة ، حزن او حتى فراغ ..

احمق من يظن ان الغائبين لن يعودوا ( لا تسألوني لم و متى و كيف ؟ )  و ان القادمين لن يجدوا سببا للغياب .. احمق من يظن ان ما بيده لن يسقط منه سهوا كان او عمدا .. احمق من يظن ان الشوك لا يخرج و ان الوجع لا يخف و ان الذكرى لا تنسى و ان الصبر بلا حدود ..

و احمق من يظن ان المتعة تبقى و كذلك الحب و اللذة و الاقنعة .. لكل شيئ بداية فنهاية ثم بداية من جديد ... لكن كلنا تثيرنا و تسحرنا  البدايات فنحاول تناسي النهايات ..

اكره النهايات .. حتى التي انتظرها احيانا  .. اخر ايام الصيف .. اخر صفحة في كتاب احببته.. اخر حلقة في مسلسلي المفضل  ..اخر قطعة شوكولا في العلبة ..  اخر يوم رأيت فيه  جدي المتوفي .. اخر يوم ودعت  فيه غائب ..  اكره كل تلك النهايات  ..فلحظات التكوين الأولى هى الأجمل أعشق إستمرار البدايات بجمالها..

للبدايات سحرها الخاص .. متعثرة كانت أو متوازنة، ففيها الجاذبية التي لا تنضب، والطاقة التي تلفت انتباهك، والزخم الذي يبلغ مبلغه حتى تكاد تظن أنها دائمة مستديمة  البدايات عادة ما تكون أنيقة  وهادئة  و واثقة  ومفعمة بالحيوية  و اجملها تلك التي تأتي  مباغتة فجائية تأتيك من حيث لا تدري  كحال حب عزف على أوتار قلب من النظرة الأولى .. يراها البعض هينة، والبعض الآخر صعبة خوفاً من حماقات تالية ..

لكن قبل ان نبدأ دائما علينا ان نفكر ان كنا ايضا قادرين ان ننتهي  .. فالبدايات اجمل لكن النهايات اصدق .. حيث تتشابه بدايات العلاقات و لكن تختلف النهايات بحسب كم الغباء المبذول في كُل علاقة لذلك لو كنا نعلم النهايات لتجنبنا كثيرا مـن البدايات رغم روعتها اذ اننا ‏جميعنا نبدو مثاليين في البداية ..لكن حقيقتنا لا تظر الا في  النهايات !
لكن رغم كل هذا ليست كل نهاية هي النهاية ..

فقد تكون النهاية نفق يحملنا لنعود لروعة البدايات .. نفق نحاول ان لا نمر به لكن يجب ان نتجاوزه لنبدأ من جديد .. فلكل غروب شروق جديد .. لذلك لا بد ان نمر بعتمة الليل لنستمتع ببزوغ شمس يوم جديد ..