سامحني مدام  ماكش بش تنجم تجيب صغير"

فاش تقول فاش تخرف ربي كبير..

جربت دوايات و عقاقر اي حاجة تنجم تخلصني من كلمة عاقر..

مش الشهر هذا اكيد الشهر اللي بعدو اجي ولدي و كل شي على جالو اهون..

كبرت !

كبرت و معادش نخاف مالضلام ، بعد ما كنت نهرب منو وليت نهرب ليه .. معادش نخاف من صوت ام كلثوم و صوتها اللي كان يرعبني  ولا تو بطربني ، معادش نخاف مالجن اللي بش يطلعلي من  وراء باب الفريجيدار ( ساعات كهو مازلت نخاف ) ،  و معادش نخاف لا كي ما نتغطاش مليح ايد تجبدني من تحت الفرش ، معادش نخاف مالدوايات و الزارق ، معادش نخاف من بو شكارة اللي يخطف الصغار  .. و  معادش نخاف من صياح امي كي تفيق بيا كليت الشكلاطة اللي مخبيتها ..

ستمر بك لحظة تذهلك فيها سهولة التخلي و التجاوز عن امور اعتقدت بشراسة انها مصيرية ''

الكلنا عندنا القدرة إنو نتجاوزوا الفترات الخايبة و الصعوبات اللي نتعرضولها، لكن اللي يخلّينا نضيعوا برشا وقت و اخلي طريقنا طويل  هو الشكّ متاع " اللي نعمل فيه  صحيح ؟ "

في كل مرة يمشي في بالنا ما نجموش تتخلاو على انسان و نخافو  لا الدنيا  تاقف بعدو  الوقت يثبتلنا العكس .. ونلقاو رواحنا تخلينا على برشا حاجات كانت غالية عنا نهار  و نلقاو رواحنا نكملو في حياتنا عادي مع شوية وجيعة على ذكرايات مزيانة بش يقعدو ماضي ..

هل تعلمون ماهو هذا الوحش ؟

هو وحش متعدد الاشكال ..

هو ان تحس انك حشرة في يد وحش كبير لا تستطيع التغلب عليه ..

ذلك الوحش المخيف الذي يأتي في ايامنا السوداء المظلمة ..

كل الاشياء تفلت منا بنفس السرعة التي نستقبلها فكل شيئ قابل للرمي و التخلص.. كل شيئ قابل للاستخدام السريع و لمرة واحدة ..

حتى اغلب  العلاقات نصنعها بطريقة تجعل التخلص منها سريعا و بسيطا .. لا شيئ يدوم ... كل شيئ ينتهي ثم تبدأ بعده البدايات من جديد ثم تنتهي كذلك ... 

فاحمق من يظن ان ما نشعر به سيكون دائما ان كان سعادة ، حزن او حتى فراغ ..

احمق من يظن ان الغائبين لن يعودوا ( لا تسألوني لم و متى و كيف ؟ )  و ان القادمين لن يجدوا سببا للغياب .. احمق من يظن ان ما بيده لن يسقط منه سهوا كان او عمدا .. احمق من يظن ان الشوك لا يخرج و ان الوجع لا يخف و ان الذكرى لا تنسى و ان الصبر بلا حدود ..