Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

أين الإنسانية

guerre-enfants-arabesSafe Ben Jday - صفاء بن جدي

هل توجد قوانين للأنسانية تجعلنا أكثر عدلا و إنصافا !! , تجعلنا أكثر لينا , !! هل توجد قوانين تجعلنا أكثر حبا و تواضعًا !! قوانين تحكم و تخاطب أنسانيتنا في عالم مازال يستعمرُ , يدمر , يهيمن و يحارب , عالم أهتم بالثروات و الأموال و نسي إنسانية الأنسان فهل لنا أن نسأل عن السبب ,, هل لنا أن نعرف لماذا كل هذه التفرقة ! .....

منظمات دولية , مواثيق حقوق الأنسان , المجتمع الدولي و القوانين الدولية ... بمجرد سماع هذه المصطلحات قد نفهم بأننا مجتمعات متماسكة و دول متكافئة إلا أنا واقعنا يجعلنا ننهض من سباتنا العميق الذي نعيشهُ يوميا نتيجة هذه المغالطة فما تعيشه سوريا من صراعات و أحكام تسلطية , تفجيرات يومية , إشتبكات دموية , عمليات أرهابية و مآسي أنسانية : قتلي , جرحى , إفتقار لأبسط مقومات العيش دمار و تهجير و جوع و الأحتلال الروسي و الغارات مازالت مستمرة و الضحايا هم المدنيين ......

هذه الحالة المأساوية تزداد تعقدا يوما بعد يوم و يزداد عدد المفقودين و أعداد الضحايا و اللاجئيين و آلاف الأطفال و النساء و العائلات في كل يوم مهددين و للأمان فاقدين ومن السلام محرومين ......

فهل يتسنى لنا أن نتساؤل أين المسؤلين !! و أين الحق في السلم و الأمن العالميين و أين المجتمع المدني و المنظمات و أين هم الحقوقيين !!

و ليس الأمر أفضل بجنوب السودان حيث نسى شعبها معنى كلمة آمان فلم يجد جنوب السودان أي مساعدة من أي إنسان و لم تجد الإحاطة أو الإعانة من منظمات حقوق الأنسان و الكل يكتفي بالحديث و النقاشات دون تفعيل على عين المكان .... فالواقع واقع مؤلم , مأساوي , بشع : معانات يومية من سوء التغذية و آلاف الضحايا يوميا بسبب الملاريا و آلاف الأرواح حياتهم و مستقبلهم في تهديد حقيقي و آلاف الأطفال مهددون بالموت بسبب المرض و الجوع ... و لكن هل من معين !!

و الأقسى و الأمر أن القدس يُحتل و نمنع من الصلاة في رحابه ,, و تفتك أرض المسلمين فيصبحون لاجئيين و نحن من بعيد واقفين نشاهد آلامهم , دمائهم , شهدائهم , , معناتهم على شاشة التلفاز متألمين , متأسفين , صامتين , هادئيين ... و بمجرد الضغط على زر التحكم و تغيير الشاشة سننسي آلامهم و سننسى قضيتهم و ننسى أن القضية الفلسطينية هي قضية أمة عربية و ليس شعب .... و لكن في الحقيقة أن ننسى قضيتهم دون ردة فعل أو ماشابه ليس لأننا جبناء أو أننا نفتقد إلى النخوة أو أحساس العروبة ... بل لأننا مثلهم : هم محتلون في أرضهم , و نحن محتلون في فكرنا في توجهاتنا , في أقتصادنا , محتلون في أديولوجياتنا في آرائنا و حتى في أحلامنا فكيف لأمة مُحتلة أن تحرر شعب مُحتل !!

هكذا هي أوضاع البلدان العربية : فقر , دمار , جهل , أستعباد ... و الأوضاع تزداد توترا يوما بعد يوم و ما بحقوق الأنسان أو بالمنظمات إلا جرعة مسكنة لأستعبادنا و حقنة مهدئة ليسهل التحكم فينا فهل توجد قونين تجعلنا أكثر عدلا و إنصافا !!!

صفاء بن جدي
أين الإنسانية