لطالما أزعجها تطفّل الآخرين عليها...و خاصّة أولائك الغرباء منهم...ما خطب هذا الرجل؟ كيف يجيز لنفسه الدخول في حديث جزافي معها؟...أخذت باقة الورد البنفسجيّ...هذا الذي يسمّى توليبا...إسم شدّ إنتباهها خاصّة بعد ما حدّثها هذا الغريب عنه...توقّفت هنيهة تحادث ذاتها... و كأنّ تطفّل هذا الشخص عليها قد راق لها...
تجاهلت إعجابها العجيب بهذا الرجل الذي لم تلمح وجهه بعد و همّت بالرحيل دون أن تلقي بالا لما قاله عنها مشبّها إيّاها، في غموضها ، بزهرة التوليب...كادت تتجاوزه في إتّجاه الجهة الأخرى من الشارع حين إستوقفها...أمسك بطرف رسغها برفق و قال " ألا تفقهين العربيّة ؟ ظننت عربيّة الأصل من ملامحك "... توقّفت و جذبت طرف يدها من بين أصابعه معترضة على ما فعله... وضعت يدها في خصرها و رمقته بنظرة حادّة ثمّ قالت " أفقه العربيّة جيّدا... لم أجبك حتى لا أكذّب ظنّك في كوني إمرأة غامضة، تلفّ نفسها بهالة من الأسرار تماما مثل زهرة التوليب"...