ساعات ... ساعات لازمنا نكونو مخيبنا و ناخذو قرارات في حياتنا تنجم توجع غيرنا ... ساعات لازم نكونو مخيبنا و نضطروا نبعدو ع الناس الكل .... و لازم نبدلو ثنيتنا ... و نختارو مصلحتنا ... ساعات لازمنا نكونو انانيين باش نفرحو رواحنا ... ساعات لازمنا نعفصو علي شوية الحنية لي عندنا باش نجمو نقدمو و نعملو حاجة في حياتنا ... ساعات لازمنا نكونو خايبين ... باش نفرحو رواحنا ...

نوصلو لمرحلة اننو نقلولو يزي ماحبينا الناس و خفنا عليهم ... يزي ماسالنا عليهم و عاوناهم ... يزي ماسمعناهم و كنالهم سند و كتف .... ساعات نفهمو اننو كان فما انسان يلزمنا نحبوه هوا روحنا ... و كان فما حاجة يلزمنا نرحموها هي قلوبنا ... و كان فما حاجة يلزم نتبعوها هي مبادئنا ....

عدت لرسم ملامح وجهك الصغير بعد ان عزفت عن الرسم لسنوات عديدة .... و ادركت عند الانتهاء من رسمتي ان حبك استعمر كل تفاصيلي .... و استرجعت لحظة فراقنا ...كم لعنت الاسباب و المسببات التي فرقت روحينا لساعات و ايام و اشهر و الان لسنين ... تذكرت كم شتمت العالم ... و شتمت نفسي علي غبائي...

تذكرت كم ماتت روحي في كل مرة تمر بجانبي يدك فيدها و تتصرف كانني لم اكن .... كانني لم اوجد ... كانني لم اخلق قط .... و مع ذلك بقيت مالك قلبي الوحيد و سري الدفين بين الناس .... تمنيت ان ان انساك يوما ما كما نسيتني .. و ان اتعلم طرق النسيان السريعة التي استعملتها لنسياني .... و استبدالي باخري ...... لم اكن بحاجة الي ان تحبني بالقدر الذي احبك فيه ... بل كنت بحاجة الي ان تنتشلني من ظلمة نفسي ... ان تنقذني من بحر غرامك .... الذي غرقت فيه و لم انجو الي اليوم ....

دخلت في دوامة عندي مدة... ندور في حلقة مفرغة... و ندور و ندور ووصلت لنقطة نهاية.... باب حديد مسكر .... في بحر غارق نصارع باش نوصل للشط... و نحس في روحي بين فضا و هوا.... نغفق نحب نوصل للدنيا و مانجمتش.... دخلت في سبات شديد عندي قريب جمعة....

كل حاجة مزيانة في حياتي فقدت قيمتها.. كل حاجة حبيتها ولات كيفها كيف الحنضل.... كيف طعمة الدوا.... قطعت علاقتي بالناس و الموجودات و المحسوسات... بالارض و الدنيا و العالم و الكون و عبادو.... بقيت وحدي براسي.... بقيت راسي يغرق و انا نهزو نعاود نغرق نزيد نهزو.... و نبقي هكاكا للصباح... مخدتي تنفخت.... ولا الليل عشيري.... صاحبي و رفيقي... ونيسي... و عزيزي.... اقصي مراحل الاجتياح.... مخي ياكل فيا ماكلة....

تخلقنا... تخلقنا في عالم غوز... باربي... و عروستي... في عالم كلو الوان زاهية و روبة حمرا و تاتي تاتاتو.... ماكناش نعرفو الي احنا في عالم يقولو فيه نشالله فرحة العازب موش الصبية... في عالم بالنسبة ليه مفهوم شرف العرش و العيلة و جد بو خال عم بابا في الي بين سقينا....

في عالم يعاير البنية الي فاتت الثلاثين يا بايرة.... و الي مامشاتش معاها حياتها كزوجة يا مطلقة.... والي مات راجلها يا هجالة.... والي حبت موش بنت عايلة.... ماكناش نعرفو الي نهار الي نتكلمو يسكتونا تي هني علي روحك يا مرا.... والي كي نطالبو بحقوقنا يغشمونا بهوا راجل اما انتي مرا... والي كي نفيقو ماعيناش تي شبي وجهك كي وجه اللوح يا ثعلوبة....

لم اكن ابنة صعبة المراس بالنسبة لوالداي ... لم اكن اهتم بما يشغل شباب اليوم او شابات اليوم.... بل كان لي عالمي الخاص.... وهذا ما جعل الجميع يتسائل.... عن غموضي... عن سر جلوسي المتواصل بالبيت...  عن اسراري التي لا اشارك بها احدا... مما يخول للجميع و حتي المقربين مني ... ان يضعو نقاط استفهام حولي... وان يحاولو فك الغاز حياتي و شخصياتي... و تصرفاتي الغريبة....

اطمئنكم احبتي انني لا انتمي الي اي توجه .... و لا اتبني اي فكر... و لا غرابة في تصرفاتي بالنسبة لي علي الاقل.... و لا انوي ذلك... انا مجرد عشرينية.... بيتوتية.... انا مجرد فتاة تعلمت درسا في حياتها زرع فيها نضجا جعلها تبدو لكم غريبة.... انا مجرد فتاة ذكية استطاعت ان تظهر لكم صورة لا تعكس داخلها ابدا.... لا احد استطاع فك الغاز كلماتي الي اليوم.... لا احد برر لي اقوالي او افعالي بشكل صحيح....