كان و لازال ينتظرها

في كل خطواته كان يحن إليها ويفتقدها

يشتاقها كاشتياق أرض قاحلة للغيث داعية أن يكون صيبا نافعاً و داعيا أن تكون نهاية انتظاره لقاءا شافيا و وصالا مستمرا ما استمرت الحياة

كل مساءٍ يجلس في مقهى كانا قد التقيا فيه منذ سنتان و بضع أشهر، يراقب المارين من الشارع المقابل لطاولته الصغيرة قرب النافذة

يتأمل هذا و ذاك و يرفرف قلبه لكل العشاق و يسرح بخياله و يراها ترقص أمامه حينا على زخات المطر و حينا تتمايل بخطواتها الرشيقة على شاطئ البحر و مرات تتكرم عليه بقبلة و مرات بحضن يحتويه كحضن أمه الراحلة منذ الصغر و فجأة يحرمه النادل من نشوة خياله الخصب بصوته القوي

"تفضل قهوتك المعتادة يا سيدي "