Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
لن أخاطر بعشقك
Sihem Hedi - سهام هادي
أخذت قلمها و لم تهتم لكل المحيطين بها،فحينها كانت تحتاج للكتابة لتعيش، كحاجتها للأكسجين تماماً...
وضعت دفتر مذكراتها على ركبتيها و كتبت كلاما لا يمكنها البوح به لأي كان، كتبت كما لو أنها تحت تأثير مخدر، كانت تلتهم الورقة إلتهاما، كتبت ما في خيالها، كتبت من قلبها لنفسها فقالت :
ـ أتعرف يا أنت لو كان ما يحصل بيننا الآن حصل منذ سنة و بضع شهور فقط لأجزمت قطعا أنني أحبك، لا بل أعشقك وأعشق كل تفاصيلك...
فكل علامات الحب أراها أمامي بوضوح، فأنت على سبيل المثال لا تفارقني حتى أنام، حاضراً في كل تصوراتي و توقعاتي وبين كتاباتي، أشتاقك جداً أنا واثقة من ذلك إذ أنني أتمنى وجودك معي في كل جزئيات يومي البسيط و المتواضع.
أبتسم، لا! بل أضحك أينما كنت و في أي وقت كان حين أتذكر لحظات ضحكنا فيها سوياً حتى إفتراضيا...
أتخيلك أحياناً مع غيري فأغضب و أتمنى أن لا تشعر معها بأي شيء مميز فرحا كان أو حزنا، حتى لا تشغل بعض من تفكيرك و آه ألف ألف آه كم أغضب وأحزن و يصيبني الجنون حين أتذكر تلك النظرة الحزينة التي قرأتها بين نظراتك يوماً و إني أكاد أقسم بالله أنه سببها الوحيد فتاة أردتك جريحاً يتخبط في ساحة الحب، فتاة لم تكن كباقي الفتيات، أحببتها يوما لا بل عمرا بكل مشاعرك ولا يزال الجزء الأكبر من قلبك لها والوقت الأكثر من تفكيرك لها رغم أنك لا تفكر في العودة إليها ولا تتمنى أن تخوض معها معركة الحب مرة أخرى و لا تسعى أن يجمعكما عشاً واحداً...
هذا ما أخبرني قلبي...
و يا سيدي إني أغار عليك منها و لا أعرفها و أريد رميها و جنودها خارج قلبك فلا شرع الحب ولا قانونه يسمحا لها بالمكوث فيه أكثر...
ما رأيك بكل هذا؟
أليس هذا هو الحب الذي لطالما كتبوا عليه و تغنوا به؟
أعلم أن إجابتك "نعم"'!!!
إن كل هذا دليل جريمتي في حق نفسي وإشارات واضحة على تعلقي بك خاصةً تلك النبضات المتسارعة لقلبي حين يظهر إسمك في شاشة هاتفي و ذاك الانكماش على مستوى معدتي حين تقول لي كلمة جميلة أو نلتقي لدقائق... آه من ذاك اللقاء!!!
أحياناً أخاف أن يلعب القدر لعبته و تقترب مني على بعد خطوة أو أقل فتسمع نبضاتي و تفضح أمري و تلاحظ أني لا أستطيع التنفس حين تكون مني قريباً كما لو أن أنفاسك أكسجاني الخاص...
عندها ستدرك كل شيء و ستتكبر و يسكنك الغرور بأنك أوقعتني في شرك الغرام دون جهد منك، أنا تلك الفتاة صعبة المراس، الواثقة بنفسها والتي لا ترضخ لمشاعرها بسهولة.
و لكن...
الدنيا علمتني كثيراً فلطالما سخرت مني و من مشاعري، لطالما أبكتني خيبة و أرهقتني وجعاً ولهذا أنا أصبحتُ أجيدُ التحكم بقلبي و التريث حتى في الحب، ذاك الحب الذي أتمناه مذ أن فهمت معناه و أدركت أن لا حياة للقلب دونه...
أذكر أنك أخبرتني يوماً أن لا أخاف، أنك لن تتركني لوحدي و أنك بجانبي، أعلم جيداً أنها كلها تلميحات لما في داخلك من رغبة في حبي، في جنوني، في قلبي و في المضيِّ قدماً معي و تتمنى أن أكون حلالك و تحقق معي حلمك المنشود، فتقريبا كل صفات فتاتك المثالية و زوجتك الصالحة تراها فيّ ولكن أنا لن أرضى أن أكون لك إن لم تعشقني و أكون في حياتك الأفضل و بالفوز بقلبك الأجدر و لمشاركتك حياتك الأنسب...
ستظل هذه ال"لكن" حاجزاً بيننا إلى أن تعترف لي بحجم حبك الكبير و اللامشروط لي و عندها ربما سأمنح قلبي الحق في المضيِّ قدماً في دروب العشق برفقتك...
أقول العشق وليس الحب لأن نبضات قلبي سبق أن دقت يوماً للحب ولكن هذه المرة هي مختلفة، أصدق، أعمق، و واثقة أكثر و لهذا أظن أن قلبي تجاوز مرحلة الحب بشوط كامل وهاهو واقف على أبواب العشق منتظراً إذنا بالدخول إلى قلبك مع تذكرة ذهاب بلا عودة "one way".
و رغم كل هذا سأعيد و أقول بأني سأظل أتريث و لن أخاطر بعشقك في زمن صار فيه العشق وهمًا و ليكن القرار قرارك و الفعل فعلك والخطوة الأولى خطوتك...
و لا تنسى أن الجرأة والغزل لك و الخجل لي فأنا إمرأة و أنت رجل...
أغلقتْ دفتر مذكراتها و إبتسمت لمن حولها و عادت لحياتهم و تركت حياتها منثورة على بياض صفحاتها...
سهام هادي
Website Design Brisbane
Tags: