صدفة تقابلنا في شارع لاأعرفه و في وقت لا أذكره و للحظة نسينا ماضينا وتغافلنا عن واقعنا، عيوننا برقت حبا و شفاهنا  ابتسمت فرحا و يدينا تصافحت عشقاً...

كانت لحظة أعادتنا للماضٍ جميل جمعنا لتسكن واقعنا فتأثر على مستقبلنا و تكون تأشيرة عبور الحنين لقلبينا...

لحظة انتهت ما إن نطقت شفاهنا بكلمة مرحبا  كما لو أنها صعقة كهربائية أخرجتنا من غيبوبتنا و أعادتنا للحياة او صفعة على الوجه عاقبتنا وأعادت لوعينا...

عندها أشرت لفتاة بجانبك و قلت لي: إنها خطيبتي مهى ، مهى إنها ملاك 

تفحصتني غيرة و قالت إدعاءًا تشرفت بك ملاك

...

فإبتسمت و قلت الشرف لي

ثم نظرت الى يساري و قلت لك: إنه خطيبي مهدي، مهدي إنه خالد

لم نظف شيئاً لنصفىا بعضنا البعض و نحدد مكانة كل واحد في قلب الآخر فطريقة لفظنا لإسمينا و نظراتنا للحظة كفيلة بأخبار خطيبي و خطيبتك كل شيء...

غادرنا المكان و لم نغادر لحظتنا، أنت سكنتني و أنا ما رحلت عنك بل إستوطنت فيك...

هي لحظة جمعتنا، هي صدفة أبهرتنا، هي مكان وزمان خاليان من كل شيء غيري انا و انت ...

تلك اللحظة جعلت أجسادنا هامدة بلا روح، القلب يئن و العقل يكاد ينفجر من وهل الصدمة و أصابع يدين اليمنتين تعيشان في منعزل عن باقي جسمينا، انها ضاحكة، منتشية بتلك اللمسة التي لا وصف لها سوى انها قد لامست قلبينا قبل يدينا...

أناملي تلامس بعضها، تتراقص و تتمايل حبا  ...

في كل مصافحة حتى مصافحة أمي كنت أستشعر تلك اللحظة مجدداً كما لو أننا الآن إلتقينا و ما مر على صدفتنا سنين و شهور و ايام...

ما أحلاها لحظة، ما أروعها صدفة و ياليت القدر لا يبخل علينا أبداً بإهدائنا كهذه اللحظات مراراً و تكراراً