Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

هل تَشْعُرُنِي

sentiments-confusSihem Hedi - سهام هادي

حين يفرض قلبي سيطرته و يشعر دون قيود، تكون أول الحاضرين، فيخبرني همساً أنك الشخص المناسب، أنك الحلم المنشود و الحب المنتظر، فأعيش معك أحلاماً ورديةً لا يعلمها إلا ربي، تكون فيها موطني و أكون فيها ملجأك الأول و الأخير، أكون أمك و أختك و زوجتك و حبيبتك و تكون لي كل شيء، أنسى حينها كل الأسى و كل ما تعرضت له من غدرٍ و من مواقف ألمتني بشدة،  أتذكر فقط أن قلبي عاش على أمل أن يصادف الحب الحقيقي، القوي و الصادق و ربما تكون أنت ذاك الحب،  فيسكنني الفرح و أبتسم لك من أعماق أعماقي رغم بعدك.

ما أجمله من إحساس!

ما أروعها من صورة يرسمها خيالي!

فجأة يعلن العقل سيطرته و تهجم عليَّ ذكريات خيباتي المتتالية بأنواعها، فلا يفرق عقلي حينها بين الصديق و الكاذب، بين من أحبني و من إدعى الحب، بين أقرباءِ و الغرباء...  يهجم بكل قوة ليشعرني بكل ما تعذبته و بكل ما قاسيت في لحظة واحدة لأتحسس الألم، لأَنْزِفَ وجعاً، لأُصْفَعَ خذلاناً و لأبكي قهراً...

عندها يا صديق أنسحب و أخاف و أتراجع و أتألم لجرحٍ لم تسببه لي بعد و أعود لذاك الصراع المعتاد و الشهير بين عقلي و قلبي، بين من يحذرني من كل الناس و يعتصرُني ألماً حتى لا أتعب ثانية و بين من يشجعني لحب الناس و التقرب منك بالذات مؤكدا لي أنه لا بأس بالألم فهو السبب في قوتنا و صمودنا و في تقدمنا للأفضل و الأحسن و عدم التراجع للوراء أبداً...
فلا حل لي عندها سوى أن أُلقي بكاهلي على فراشي معلنةً الإستسلام بعد أن ألقيت أقلامي و أوراقي على أرضية غرفتي و أحاول جاهدةً النوم لتكون أخر من خطر على البال و حين أصحو تكون أول من طاف على فكري و دقَّ له قلبي و حنَّ له فؤادي و لا ينقضني منك سوى مصحفي و صلاتي...

فهل أنا مغرمة بك؟

هل أصابتني لعنة العشق؟

أحالك كحالي أم لا تهتم؟

هل ستكون الخيبة هذه المرة من إحساسي؟
هل كل هذا وهم؟  

هل هو غباء؟؟

هل تَشْعُرُنِي؟؟

#14_فيفري_2016

سهام هادي
هل تَشْعُرُنِي