من الغباء أن يسأل عاشق لما يعشق ...

الحبّ قدره المحتّم , و هل هناك من قوّة توقف القدر؟

و لكني تغابيت فسألنك ببلاهة أطفال و بشيء من وخز الضّمير ..

'' لما تحبّني؟''  

هكذا خرجت كلماتي سراعا بدون أن أعرف لوقعها أثرا قبل النّطْق و هكذا تأملت جوابا حائِرا و محيّرا , متطرّفا في صمته كتطرّف النّسيان في عينيك و غموض نظراتك الشهيّة...

و بين سؤال من كلمتين , علّقت أنا كجسر من الحبال بين جبلين. أردت قلب الأدوار , أردت أن أجرّدك من اتّزانك و لكنّ الورقة الرّابحة انحازت لصفّك كالعادة ..

كانت أنثى بشاربين !

أتاني ردّك مفاجئا و شهيّا... بحثت لنفسي عن لا سبب واحد فوهبتني كلّ اللاّ أسباب الممكنة ..

أو ليس الحبّ بلا سبب حبّ أشد وقعا و أحمى وطيسا ؟

و أنا يا سيّدي أهوى من الأمور أشدّها , أميل إلى منطق اللاّمنطق و أقاوم بثبات كلّ العواطف الثّابتة و إن تركتني بعاهة حرب و ببصمة موت كاد أن يقتلني و يقتلك ...

و ما كان الموت في قتله رحيما قطّ .

أ فيعقل أن تجتمع الرّحمة بالجرم في أنامل قاتلة ؟

الموت كالأباء ، شديد البطش ، كثير الجور و لكنّي لم أهب جوره قطّ . كنت أعوده كثيرا و أشاطره الوقوف قبالة الأضدادْ و أسند له ظهري دون الخوف من طعنة غادرة .

وحدها الحياة كتبت للخانعين أمّا الموت ، فما عليّ الاّ أن أصادقه حتّى أستحقّه و أستحقّكْ!

الحبّ استحقاق و الموت استحقاق أيضا !

و هل من طيب للعيش لولا لذّة الألم ؟

الألم أمل مؤجل و أنا أملك المؤجل لعمرك القادم !

أنا الرّغبة و الحمق و الجنون ،

أنا براكينك الغافية ،

أنا المطر المغري بحبّك و كلّ الكتب الّتي تهواها

أنا الجرح في عمقه و أنا الوجع و كلّ النّدوب ...

انا ذكرى الهزيمة الأولى و الإنتصار الأوّل و امّا اللّيل , فجنوننا بين ممكن و مستحيلْ ...

"فمن أيّ النّجوم اتينا لنلتقي أخيرا ؟ "

و في أيّ ليل ؟