Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

هنــا

different-lives-arabSihem Hedi - سهام هادي

هنا تحدث أشياء كثيرة رغم المظهر الخارجي الثابت للجميع

هنا فتاة تشتاق لحبيبها كما لم تشعر الاشتياق يوما، تتمنى أن تحتضنه و تهديه قبلة، تنتظر زواجهما لتسقط المحرمات و العادات ليتحدا معا روحا و جسدا.

هنا زوجة كادحة تفكر كيف ستنقص من قوت يومها و أطفالها لتهدي زوجها هدية تسعده، فعيد ميلاده قريبا و تتساءل تراه يقدّر كلّ ما أقوم به لأجله إم أنّه لا يبالي ؟ تراه سيعوضني ما عانيت لأجله يوما أم أنه ما إن تتحسن أوضاعه ستكون أول ما يستغنى عنه؟؟؟

هنا رجل ينتظر بصبر و ألم و أمل في الله توقيع وزير بلا رحمة على ورقة قد تغير له مجرى حياته ،هنا تدمع عيون الرجال من قهر الزمن و تحديات الواقع و تبتسم ثغورهم لأطفالهم كأن لم يحصل شيئا.

هنا زوج يخون زوجته روحا و جسدا كلما سنحت له الفرصة و لا يكترث لحجم الدمار الذي يخلفه في قلبها كل مرة، تبكي، تتألم و لكنها بطريقة ما لا أقبلها و لا أستوعبها تتقبل الوضع و تتزين له كل ليلة ليمارسا الحب كمحاولة
بائسة منها لإنقاض بقايا علاقة إسمها للأسف زواج و روحها أطفال صغار.

هنا زوجة تنظر لزوجها فتحمد الله لوجوده جنبها، و تتمنى لو تحتضنه دون خجل من والد و لا والدة فزوجها فعلا حبيب قلبها و روحها، هو الكل في نظرها و الباقي لا شيء و هو نفس الشعور يبادلها و يغازلها كلما سنحت له الفرصة و إن كان الحل غمزة خاطفة أو إشارة معناها هيا بنا لمنزلنا نقيما طقوس حبنا دون خجل فإني والله لك اشتقت أو يدعي التعب و النوم ليسرقها بأنانية محب من بيننا لنفسه و يحتفل بها لوحده بين أحضانه و عن كل من يحبها من أهلها ينتصر.

هنا رجل يحب و يشتاق و يحن و يتمنى وجود حبيبته بيننا و لكنه اختار الصمت و الصبر فقط ليوفر لها ظروفا أفضل ليحققا أحلاما لطالما بنتها أرواحهم بكل أمل و شوق و حب.

هنا تحدث أشياء كثيرة بينما الجميع يحتسي شايه أو قهوته أو يدخن سيجارته كأن كل العالم بهم لا يشعر و لا يفهم و لكنني أشعرني و بهم أشعر و هذا الوضع يسعدني حينا و يرهقني أحيانا أخرى.

سهام هادي
هنــا