لاطالما سرت سفننا عكس التيار و هبت الرياح على غير ما اشتهينا .

و فجأة و كأنك استيقظت من غفوة , تسأل نفسك :

كيف مضى قطار العمر و اين ذهبت احلامك و كيف تراجعت طموحاتك  ؟!

و تعاود السؤال  ماذا فعلت في كل تلك السنين الماضية ؟

و ماذا انجزت في كامل حياتك

؟

و اين دفنت اجمل ايام شبابك و كيف بددتها ؟

تراوغ و تحاول ايجاد اعذار  لضياع احلامك و جمودك و روتينك و قبولك بواقعك و استسلامك و ركوعك .

يمر فجأة قطار الناس الذين التقيتهم و من بقيا منهم و من ذهب و  من كان عابرا و من غيرته السنون و من رحل  .

فجأة مع كل تلك الذكريات يغمرك ندم على اشياء فعلتها و اشياء لم تفعلها و كلمات تمنيت لو كنت لتقلها و كلمات تمنيت لو لم تكن قلتها .

تتضح الرؤية امامك  و يصبح العالم بسيط مفهوم المعالم و تزهد في الكلام و رد الفعل  .

كل شي كان ذو قيمة يصبح دون معنى .

اليوم كثير من المخاوف زالت

يا ليت و يا ليت و يا ليت

عمر مضى و احلام و امنيات و ما بقى غير الذكريات .

فجأة تسأل السؤال الاهم هل كنت على قيد الحياة ام لا ؟

كيف تبخر العمر و ذهب و تسرب.

حينها تصبح الحياة باردة كائيبة .

و تمر سنوات اخرى تكسرها الكأبة .

و سنوات اخرى لتصاب بالشيخوخة .

حينها فقط ينهار عالمك الرائع و تذبل كل احلامك .

و تبدء قصة ضعفك و احزانك.

لا تيأس فقط ان كنت اصغر من هذا   حاول ان تغامر .عليك خوض المعارك كن محارب .

لا تجعل السنون تسرق عالمك الرائع .

لا تستسلم للواقع  

اركب قطار احلامك و تذكر انه بعد سنين لديك قصة لترويها فحاول ان تبدع في كتابة سطورها و تبدع في رسم معانيها  .