Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

حريّة وفات قبل ما تبدى

femme-libre-seuleKhawla Ayari - خولة العياري

في بلادي رباوني انُّو صوت المراة ديما مكبوتْ ،لا مش مكبوتْ المرى اصلًا معندهاش صوتْ ، وكان سمعو حسّها تموتْ ، هيّا مزالت صغيرة وما فاهمة شي مالدنيا ، يرميوها في حضن راجلْ ،  يزربوا يعرسولها قبل ما تضفر الشيب و يفوت الفوتْ ،

هو اسمو راجلها لكن هي ما تعرفوشْ، كي يقربلها تنفر منّو خاطرها متحبّوشْ ، هو جاهلْ ومش متثقفْ وعايش معاها سي السيدْ اذاكا علاشْ هي ما تحملوشْ ، هو عاملها خديمة يحبها تعدي النهار تبشبش بيهْ و في الليل تغسلّو ساقيهْ .. اما  هي  في

كل شيْ تهرب بيهْ خاطرها ترى  روحها حاجة اخرى ، هي مزيانة ، متثقفة و فنّانة ، تعشق الموسيقى الرنانة ، مرى   كلها فيانة تحب تحس روحها انسانة تعمّل على  روحها بش متعيشش في الهانة ... 

ونهارتْ اللي حبت  عالواقع تتمرّدْ الناس الكل جات ضدها ، اللي تجي تشكيلو يصدّها قالولها العارْ اطولْ من الاعمارْ والمرى اوّلْهَا و اخرها في الدارْ تخدم الرّاجل وتربي الصغارْ اخطاك يا مهبولة من هالخنّارْ لا تضحّك علينا مالي الدّارْ وتشمّت فينا الجارْ ...

هي فدّت ما سمعتش كلام الكبارْ هجّت وخلات لراجلها الدّارْ خرجت بالسرقة مْشاتْ في الشوارع وهي لا عمرها رات البلادْ ولا بققت عينيها في العبادْ حياتها كاملة تمشي راسها لوطا تحت الحيطْ ...

شاختْ و تمشاتْ وبلضحكة صوتها علّاتْ  ، وساعات تشدها شهقة كيفاش عمرها وصغرها في الخوف فناتْ ... هاي تتبختر و فارحة برويحتها كالعروسة في شوارع المدينة كاينها جاية من الارياف بالرغم اللي هي بلدية اما الحصرة هكاكا ردّتها، لقات روحها مشتاقة ارواح و ناس و وجوه جديدة تنسيها في وجوه اللوح اللي مسودينلها منظر الدنيا ...

عدات نهارها فرحة ما تتنساشْ و تضحك في الوجُوهْ لي تعرفو ولي ما تعرفوشْ لي تحبو ولي متحبوشْ حلّت يدها ورفرفت كي بدات تذوق الحرية و فيبالها بش تنسا همها شوية .. المغرب اذن والليل بدا يطيحْ والمدينة اللي فارحة ببها بدات تفرغ  و هبّت فيها الرّيحْ وبقات فيها هي ضايعة  ليل ظلامْ كلّ غيمة فيه كحلة ، تعزّي في صاحبتها بها الليلة الحزينة كملت طريقها كيما نواتْ وعالغفلة طلعولها كمشة ذيوبة حلاتلهم في العينْ و قالولها هالزينْ منينْ حسبت روحها مسمعتشْ كملت طريقها  ومتلفتتشْ ...

غاضتهم رجوليتهم المحقورة غلغلو و دوروها غورة كركروها من شعرها كالحمامة المقصوص جناحها فرفطت بكات تشحتت طلبت الرحمة شي ، شدّوها وما رحموهاشْ قالولها اللّيلة   بش نخليولك جرح ميبراشْ و عذاب ما يوفاشْ نحاو منها شهوتهمْ و كملو بيها شيختهمْ ورماوها ذليلة عليلة الله لا تربحهم هالخمّاجْ لا دينْ و لا ملّة ركبُولها العِلّة سودولها الليلة مشاو و خلاوها مرميّة لا سوّ لا سويّة نغصولها الفرحْ واش بش يلمّلها الجرحْ  ساحْ الكحلْ في عينيها و ذبلت وردة خدّيها لمّتْ جروحها و كركرت ساقيها و مشات و من نهارتها و هيّا هايمة ما تتكلّمش كي ترى الشمس تضحكْ و كي يطيحْ الليل تتفكرْ المحاينْ والجرحْ و تهزْ راسها للسّما تسهرْ مع النجوم لين يهزّها النوم ...

بقلم خولة العياري

حريّة وفات قبل ما تبدى