Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
حب و خيانة
Sihem Hedi - سهام هادي
كان لا ينفك و لا يستحي من العودة إليها و الاختباء بين أحضانها كلّما ملّ من العاهرات, كان يخونها صبحا و مساءا , في حضرتها و غيابها , بين الثنايا و في المنازل و الحانات لا يتهاون في توزيع الابتسامات ,
تلميحات الإغراء و الغمز لكل المارات بجنبهما بل حتى لجاراتها و صديقاتها و كانت في البداية تبكي فقط , ثمّ بدأت تتشاجر معه في اليوم عشرات المرات و تطلب الطلاق ثمّ يتصالحا و بعد ذلك نصحتها أمها بالصبر و التحمل فحسب كلامها العيش في ظل رجل أفضل من لقب مطلقة فأتقنت الصبر و الصمت و لكن بدأت تفقد قدرتها على البكاء شيئا فشيئا و بدء يستفزه عدم غيرتها و سكنه الملل من صاحبات الهوى ,
لم تعد تغضب كما كانت و لا تشتكي و لا ترفض حتى حين يطلبها للفراش و رائحة الّتي سبقتها لازلت موزعة على جسمه و على شفتيه بقايا ماكياجها . بدء يسكنه الشوق لزوجته كلما اقترب من إحداهن كما لو أنه كان يفعل فعلته فقط لتغار عليه فيحبها أكثر و حين رحلت الغيرة رحلت معها لهفته للأخريات. أما هي فكانت قد قررت منذ زمن أن تكون له زوجة و لا يكون لها شيئا, كانت تغني كثيرا و تكتب أكثر حد الإدمان , في الكلمات كانت تجد السلوان و في الألحان العذبة كانت تجد نفسها شيئا فشيئا و بالقرآن قراءة و استماعا رقّ قلبها و بدأت في حب ذاتها الّتي أهداها لها ربها و يوما سألت نفسها إن كان هو المذنب فلماذا أنا الّتي تُعاقب ؟
لماذا أشعر أنني أعيش في ذله لا ظله؟ و إن تركته ألن أكن متحررة من سجنه لا مطلقة؟ و في ذات اليوم تساءل هو أيضا إذا كانت كلّ اللواتي عاشرتهن لم يأخذن يوما من قلبي "إنشا" واحدا فلماذا لا أتوقف عن جرح قلب من لا مكان في قلبي لغيرها؟ لماذا لم ينقص حبها يوما بل في ازدياد ؟ ماذا لو توقفت عن حبي؟ أتُراني أتحمل ؟
رنّ الجرس ظنته زائرا , فتحت الباب فإذا هو أمامها صاحيا و في وقت مبكرا على غير العادة , اقترب منها و قبل رأسها , ضمّها إليه ثمّ جلسا كلّ ينظر للآخر منتظرا ما يسمعه و في النهاية اتفقا أن يتكلما في وقت واحد فقالا: - لأنني أحبك عدّت إليك تائبا - لأنني لم أعد أحبك قررت الرحيل
سهام هادي
Website Design Brisbane
Tags: