Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

برانويا #2

aicha-ben-salah-branwia-novelAïcha Ben Salah - عائشة بن صالح


أسماء تشاهد رسومات الفتاة و تحللها في عقلها و تصل الى استنتاجات مرعبة

قطع حبل أفكارها صوت والد سارة

– بنتي مغرومة ب dessin

ارتبكت اسماء و لم تعرف ماذا تقول و سارعت سارة لإخفاء دفتر الرسم

سحب الوالد كرسيا وجلس ثم مد يده الى أسماء قائلا

– أنا حسن الضيفاوي نسكن في الشارع الي تسكن فيه انت في الفيلا الكبيرة الي بابها rose

– oui oui تهبل الفيلا و الباب على محلاه

– ذوق مرتي الله يرحمها

– الله يرحمها

ابتسم حسن و التفت الى سارة

– بنتي التحفونة اش تحب تشرب.. نشريلك glace

حركت الفتاة رأسها علامة الموافقة

نادى حسن النادل و طلب منه احضار عصير برتقال له و مثلجات لإبنته

فكرت أسماء أن عصير البرتقال طلب غريب لرجل و أحست بعدم الراحة في الجلوس مع الرجل و ابنته فاستأذنت للإنصراف

– أنا لازمني نمشي تو خليت كلبي وحدو في الدار

– papa  ميسالش نمشي مع تاتا نشوف الكلب

– لا بنتي.. تمشيش تقلقها

– لاما فم حتى قلق... عادي

– باهي مالا كمل ڨلاصك و تو نمشيو مع بعضنا

اضطربت أسماء و فكرت أنها يجب ان تتخلص من هذه الورطة كيف ستدخله الى منزلها ماذا سيقول الجيران ثم انه يملك فيلا و سيارة رانج روفر و يبدو ثريا سيرى فقرها و تواضعها و هذا سيجرح كبريائها... ستصبح العدو اللدود
لعازبات الحي

لم تستطع التملص من الأب و إبنته و فعلا ذهبا معها الى شقتها لعبت الفتاة مع الكلب قليلا و ضيفت أسماء حسن قهوة و بسكويتا من صنعها لم يشرب القهوة لكنه أثنى على السكويت و نصحها بأن تقلل من الزبدة في المرة

القادمة و عندما ظهرتعلامات التعجب على اسماء أخبرها بأنه يهوى الطهو و كان يصنع الحلوى مع أمه قبل أن تموت..... لم ترتح أسماء إلا عندما غادرا شقتها... فكرت أنها غير اجتماعية و غير طموحة واحدة غيرها كانت

ستفعل المستحيل لإصطياد رجل وسيم مثله لكنه ليس طويلا كما بدا في السيارة لا احب الرجال قصيري القامة ...سخرت من نفسها.. طبعاليس هذا السبب،  لطالما كانت واقعية و مدركة أن قصة سندرلا هي من انتاج

شركة ديزناي في عشرينات القرن الماضي... قصة خدعت أجيالا من الفتيات الفقيرات حلمن بالأمير... هي نفسها أحبت أميرايوما ما رجلا وسيما ثريا مثقفا مشهورا التقته و فتنها لكنها تمالكت نفسها كان سيحضى بليلة معها

و يتركها لكنه لن يتزوجها أبدا لذلك ابتعدت عازمة على أن تحسن من مستواها الثقافي و المادي و حتى مظهرها كي لا يحدث ثانيةأن تلتقي برجل لايمكنها حتى أن تحلم به

بذلت مجهودا لتتحسن نجحت في رفع مستواها الثقافي و حسنت من مظهرها و ذوقها لكن ماديا بقيت كما هي متوسطة الحال و فقيرة بالمقارنة بسكان هذا الحي.

اخرجها نباح الكلب فور من شرودها فنهضت لتضع له طعاما لكنها وجدت بجانبه دفترا انه دفتر الرسم الخاص بسارة

تسائلت ان كانت الفتاة نسيته هنا ثم فتحته

رسمت سارة كلبا يتبول... تذكر أن أستاذ علم النفس المختص في العلاج بالفن فسر هذه الرسمة لدى الأطفال بأنهم يعانون من تبول لا إرادي

قلبت أسماء الدفتر و أمعنت النظر في بعض الرسوم

رسمة لرجلين وبنت صغيرة... الرجلان متقاربان و البنت بعيدة عنهم

رسمة أخرى لرجلين ملتصقان من الرأس

رسمة لرجل و امرأة تبدو عجوزا و فتاة صغيرة ..العجوز تفصل بين الرجل و الفتاة

رسمة أخرى لرجل ممدد على الأرض و بجانبه دوائر حمراء

رسمة لرجلين ممددان واحد في الأسفل و الآخرفي الأعلى

يا إلاهي هل يعقل أن حسن والد سارة مثلي الميول

لماذا رسمته دائما برفقة رجل آخر و من هذا الممددو هل الدوائر الحمراء ترمز للدم.... لماذا أفكر بهذه الأشياء ما شأني أنا... سأعيد الدفتر في الغد و أقطع صلتي بهؤولاء

الناس الى الأبد ...


أسماء على الجرس جاءها صوت أنثوي من الهاتف الخارجي يتساءل

– شكون ينوقز

_ أنا أسماء جارتكم جبت كراس dessin متاع سارة نستها عندي

_ دز الباب و أدخل

دخلت أسماء وهي تشعر بإضطراب في معدتها... اضطراب طالما لازمها عندما تتوتر أو تجبر أن تكون مع جمع من الناس.. إنها شخص منطوي غير إجتماعي و أخرق هكذا كانت تصف نفسها

_ مرحبا

أخرجها صوت سيدة من شرودها

ابتسمت للمرأة المسنة التي حاولت أن تخفي تأثير الزمن بالمساحيق و الثياب العصرية قارنتها في عقلها بالعجائز في قريتها فظنت أنهن ببساطتهن و استسلامهن للزمن يبدين أجمل على الأقل منظرهن طبيعي و ليس شاذا
كهذه السيدة التي تفعل بجسدها المسن أفعال الشباب

_ عسلامة، سامحني كان قلقتك أما البارح سارة وقت جت تلعب مع الكلب خلت كراستها ياخي جبتها

_ يعطيك الصحة عيش بنتي... هيا تفضل أشرب معايا قهيوة

_ عيشك يا حاجة ان شاء الله مرة أخرى


لمحت أسماء امتعاضا على وجه السيدة عندما دعتها بالحاجة

_ و الله ما صارها... ما تروح الا ما نشربك حاجة

تبعتها أسماء متثاقلة الى غرفة الجلوس الفخمة.. كان ذوقها عصريا جدا زربية حريرية فخمة و سينما منزلية و أثاث عصري فخم في الون الأبيض مع وسادات سوداء ناعمة كانت هناك صور معلقة على الحائط باحترافية عالية

لم يكن هناك أي من التحف الرخيسة و العديمة الذوق التي تملأ غرف جلوس أغلب سكان قريتها

جاءت الخادمة و قدمت لقهوة لأسماء و المرأة المسنة

ابتسمت أسماء و قالت محاولة تخفيف توترها بفتح حوار

– انت أم سي حسن

– لا أنا أم مرتو.. حسن ناس ملاح كي ماتت بنتي قالي ايجا عيش معايا أنا و سارة باش ما نبقاش وحدي

– الله يرحمها يا طاطا هاو ربي عوضك بسارة

طأطأت المرأة رأسها محاولة رسم تعبير حزين على ملامحها أحست أسماء أنه مبالغ فيه

– أما يا طاطا سبحان الله انت و سي حسن تشبهو لبعضكم برشة

ابتسمت المرأة و أشارت على أسماء أن تتناول مزيدا من البسكويت لكنها وضعت فنجانها و تحججت بضرورة المغادرة عندما سمعت صوت حسن و ابنته يدخلان

– أسماء مرحبا

– سلام

و تقدمت أسماء لتقبل سارة هي لا تحب الاحتكاك بأي أحد و تكره أن يلمسها أحد أو تسلم على الناس عبر تبادل القبل لكن بدا لها أن عدم تقبيل الطفلة سيكون برودا و قلة ذوق من جهتها

– جبتلك كراستك نسيتها عندي البارح

– merci  

حملت الفتاة دفترها و غادرت الى غرفتها

– تعبناك مادموازال

– لا تعب لا شي سي حسن... أيا خنمشي أ


– تعبناك مادموازال

– لا تعب لا شي سي حسن... أيا خنمشي أنا تو

– أقعد أفطر بحذانا

– يلزمني نمشي عندي قضية أكيدة

هنا سمعت صوت المرأة

– خليها على راحتها يا حسن يا ولدي مازالت الأيامات القدام تو تجي تفطر و تتعشى و تبات

لم تشعر أسماء بإرتياح لكلمات العجوز فجاملتهم ببضع كلمات مبهمة و سارت مسرعة الى الباب و أخيرا خرجت و وجدت نفسها في الشارع كانت هناك فتاتان داخل سيارة ميني كوبر جميلة تنظران إليها بوقاحة و تتحدثان بصوت

يصل إليها

– هاي الطفلة الجديدة في دار حسونتك

– محسوب ماني جربتو و طلع كعبة لا

– يا وحيدة

و ضحكتا بميوعة

أسرعت أسماء الى شقتها توشك على البكاء

زيارة واحدة من فتاة ريفية الى منزل رجل ثري في وضح النهار كافية لإفساد سمعتها الآن سيظن كل من في الحي أنها ترمي نفسها على السيد حسن من أجل المال و ربما عرض عليها آخرون المال لترافقهم و هكذا تصبح

عاهرة الحي

شغلت فيلما لتبعد الأفكار السلبية من رأسها لكنها بقيت تفكر في كلام المرأتين و في رسومات سارة و الأكثر في ذلك التشابه الغريببين حسن و والدة زوجته


يتبع

عائشة بن صالح

برانويا #2