Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

اميرة في بلاط الرشيد

princesse-amoureuseAïcha Ben Salah - عائشة بن صالح

لقد سئمت العالم و سئمت نفسي ماذا لو يحدث معي امر جديد كان اقع في الحب مثلا او اسافر عبر الزمن, تضحك من نفسها طويلا قبل ان تواصل التحدث الى نفسها امام المراة كعادتها كل صباح,امثالي لا يقعون في الحب امثالي يسافرون عبر الزمن اه لكم ارغب في رؤية هؤلاء الحمقى الذين يحيطون بي في المستقبل,

سكتت قليلا و نظرت في الساعة قبل ان تصرخ

_تبا لقد تاخرت, الى اللقاء يا مراتي سنتحدث لاحقا.

_صباح الخير مريم,ثم بنبرة سخرية, انه يوم جميل للسفر عبر الزمن

_صباح الخير ايتها المجنونة اسمعي نصيحتي و اعثري على رجل تزوجيه و استقري ودعك من احلام الاطفال و المراهقين.

ابتسمت اميرة باستخفاف قبل ان تجيب

_اجل اتزوج و انجب اربعة اطفال واطهو كل يوم ما يشتهيه زوجي و انتظر عودته من العمل كي ينغص عيشي بغروره الذكوري الذي لقنوه له منذ قرون.

_انت لن تقفي ضد العالم

_انا سئمت العالم

_اميرة لم لا تصبحين فتاة عادية و انتهى

_حدثيني ماهي الفتاة العادية

_ان تحلمي بالزواج ان تقللي من التفكير و التحليل ان ترتدي ثيابا كثيابي فالرجال يحبون الفتاة المحجبة

_اه تعنين ان اغير من نفسي كي ارضي رجلا ما كي يتزوجني كم هذا......تبا حتي اني لا اجد الكلمة

_لا تنسي ان الزواج نصف الدين و الحجاب فرض

_يا الاهي كل يوم تلفين و تدورين لتصلي بي الى موضوعك المفضل غيري لقد سئمته

_هل انتبهت الى عمال البناء كيف ينظرون اليك كلما مررت بجانبهم

_نعم,المساكين يعملون طيلة النهار و يحتاجون النظر الي مخلوق جميل بين الحين و الاخر

_ماذا تقصدين؟

_حسنا,اذا صادفت مخلوقا جميلا وردة ,قط,رجل ,امراة مهما كانت ترتدي هل ستنظرين؟

_نعم و لكن ان كانت محجبة فلن يكلمها الرجال

_ما تقولينه غير صحيح و لكن لا يهم فما تريده المراة هو الذي يحدد ما سيحصل,ثم رسمت ابتسامة خبيثة قبل ان تواصل, ...انظري كم ابدو جميلة في كنزتي الوردية و سروالي الجينز الضيق اراهن انك يريدين احيانا ان تلبسي مثلي لكني لا اريد ان البس مثلك والان اعذريني يا شيختي لدي اجتماع مع المدير.

_قد لا يقاوم جمالك و يغتصبك فاحذري ,ثم قهقهت بضحكة رقيعة قابلتها اميرة بابتسامة صفراء و هي تتمتم

_يالك من سافلة مكبوتة لا شك ان زوجك لا يتمكن من ارضائك.

دقت الباب فسمعت صوتا اجشا يقول_ تفضل

دخلت فطالعها المدير بوجهه النحيل المائل الى الصفرة و تاملته و هو يحرك فارة الحاسوب باصابع نحيلة صفراء هي الاخرى ففكرت

_يسرق كل اموال الشركة و مازال نحيلا اصفر ذابلا كورقة خريف.

_صباح الخير يا انسة فيما تفكرين؟

_صباح الخير,عذرا حضرة المدير كنت افكر في انك تتعب كثيرا في العمل

ابتسم كاشفا عن اسنان بيضاء لكنها شبيهة باسنان القندس لذلك تسميه اميرة" قندس المال "

و قال _انه الواجب عزيزتي حدثيني كيف حالك امل انك مرتاحة في العمل.

_انا بخير الحمد لله

_جيد,الاحظ انك نحيلة الا تاكلين

_لا اكل كثيرا في العادة

_سادعوك يوما ما على العشاء اعرف مطعما ايطاليا يقدم وجبات رائعة

سكتت اميرة للحظات و هي تفكر"تبا هل يغازلني هذا الاحمق؟ههه يعرف مطعما؟ يا الاهي هل ياكل هذا الكائن" ابتسمت اميرة تداري سخطها قائلة_ان شاء الله
_حسن استدعيتك لاكلفك بمهمة هناك شركة الكترونيات افتتحت مؤخرا و تريد ان تقوم بالتامين اذهبي الى مديرها لقد حددت لك موعدا معه اريه عروضنا عليك ان تنجحي في كسبه فالفتيات الجميلات دائما ينجحن

_حسنا, الي اللقاء.

اين شركة الالكترونيات اللعينة ؟تبا قال لي الابله اني ساجدها هنا لقد سئمت هذه الحرارة و سئمت نظرات الرجال

و مغازلاتهم المقرفة تبا انهم حيوانات كانت تفكر و لم تنتبه انها نطقت بكلمة "حيوانات" بصوت مرتفع مما جعل شابا غاية في الجاذبية كان يمر بجانبها يتوقف ليتفحصها مليا قبل ان يسالها ببرود :

_من هم الحيوانات؟

ارتبكت اميرة لكنها كانت ساخطة فاجابته بوقاحة

_الحيوانات هم من لا عقل لهم و تتحكم فيهم الغريزة.

ابتسم الشاب رغما عنه و قال :_و اين رايتهم؟

_انهم في كل مكان انظر حولك

نظر الشاب حوله و قال_ انا لا ارى سوى اناس يجيئون و يذهبون لا وجود لحيوانات هنا

تمادت اميرة في و قاحتها و قالت ساخرة

_اذن عليك بالنظر في المراة

ارتسمت على وجه الشاب علامات التعجب و الحيرة و تملكته رغبة جامحة في جر الفتاة صاحبة اللسان السليط من شعرها لكنه سرعان ما ابتسم و تحولت ابتسامته تدريجيا الى ضحكات مدوية جعلت اميرة تقف حائرة خجلة من نفسها لاول مرة في حياتها فهي تظن ان جميع الرجال لا يستحقون منها سوى الاحتقار فلربما خفف احتقارها لهم غرورهم ولكن كبريائها منعها من الاعتذار فارادت ان تغير الموضوع فقالت:

_هل تعرف اين تقع شركة الالكترونيات التي افتتحت مؤخرا؟

ابتسم الشاب ابتسامة ذات مغزى و قال

_هل تبحثين عن عمل هناك؟

عادت الى اميرة وقاحتها فقالت

_لا يا حضرة الفضولي لا ابحث عن عمل ان كنت تعرف اين تقع الشركة فافعل خيرا و دلني و ان كنت لا تدري فدعني و شاني

ابتسم الشاب قائلا :انها في ذاك المبنى في اخر الشارع, هل رايته؟

_اه نعم شكرا لك

اتجهت صوب مبنى فخم وهي تردد في نفسها _لا بد انها شركة ناجحة و لا بد ان صاحبها من اثرى الاثرياء اه لو كنت مكانه لاستطعت شراء الة الزمن و هنا انفجرت ضاحكة من نفسها
فسمعت صوتا من ورائها يقول _لم تضحكين وحدك؟التفتت فاذا هو الشاب الذي دلها على المبنى فاستشاطت غضبا ظنا منها انه يتبعها و صرخت في وجهه _لم تتبعني؟اذهب من هنا.

_انا لا اتبعك يا انسة فهذه طريقي

لم تجد ما تقول فسكتت و اتجهت صوب المصعد فتبعها ضغطت على زر الطابق السادس فانطلق المصعد و عندما وصلت نزل الشاب معها في نفس الطابق ففكرت"هل يعمل هنا هذا المزعج ولكنه طابق الادارة لا شك انه يتبعني هههههه حقا ان جمالي لا يقاوم"

في هذه اللحظة سمعت اميرة موظفة الاستقبال تقول "_صباح الخير سيدي المدير" هنا شهقت اميرة و التفتت في اتجاه الشاب فرات ابتسامة مرح ترتسم على شفتيه الفاتنتين فاتجهت صوبه وتنحنحت قليلا قبل ان تقول_اانت المدير؟زادت ابتسامته مرحا و اجاب_نعم انا مدير هذه الشركة و هي ملك والدي المهندس الشهير محمود سالم و انا لطفي محمود سالم, ارايت...
لم اكن اتبعك.

_حسنا تشرفنا و الى اللقاء.

وهمت اميرة بالمغادرة فاستوقفها قائلا_الست مندوبة شركة التامين اميرة سعد؟

_نعم

_السنا على موعد فلما تغادرين

_اظن انك سترفض التعامل معي بعد ما صدر مني

ابتسم لطفي قليلا ثم اجاب


_نعم لقد كنت وقحة للغاية و لكنه عمل فقد نضطر احيانا للتعامل مع الحيوانات وسكت قليلا فراى حمرة الخجل و الغضب تعلو وجهها وراها تهم بان تقول شيئا فسبقها قائلا
_واحيانا نتشرف بالعمل مع الجميلات امثالك .تامل وجهها فلاحظ ان كلمات الغزل لم تعجبها و لكنها اطفئت غضبها فقادها الى مكتبه قائلا

_من هنا انستي.

بعد ساعة من الاخذ و الرد نجحت اميرة في اقناع مدير شركة الالكترونيات بان يصبح عميلا لدى شركتها و بعدما اتفقا على موعد لاتمام الاجراءات جمعت اميرة ملفاتها و صافحت المدير مودعة وعندما استقرت يدها في يده الخشنة احست برغبة كبيرة في ان ترتمي بين احضان هذا الكائن الجذاب فرجولته الممزوجة باللطف و المرح والعطر الاخاذ سحرتها فتثائبت لتخفي ما بها من هيام و قد تعودت على هذا الصنيع كلما احست بانجذاب نحو رجل ما و كان تثائبها وسيلة ناجحة لابعاد الرجال عنها لكن طريقتها لم تنجح هذه المرة فقد بقي لطفي ممسكا بيدها و قفز من فوق مكتبه و اقترب منها ممسكا بوجهها الصغير بين راحتيه و قال لها

_انت غريبة و وقحة و مغرورة و اخاذة وانا اريدك و بشدة اشعر اني لا اريد سواك فهلا وقعت في حبي...ارجوك.

بقيت اميرة مصدومة للحظات فهي لم تكن تتصور ان الرومنسية موجودة في الواقع اضافة الى ذلك فهي لطالما اعتبرتها امرا سخيفا و مملا لكنها الان تحس بشعور رائع و بلسعات ممتعة تغمر جسدها ولكن رغبتها الدائمة في ان تكون مختلفة

و براعتها في افساد الامور الجيدة جعلتها تنفجر ضاحكة و تقول

_افضل السفر عبر الزمن على الوقوع في الحب.

سكت لطفي قليلا ثم قال

_كنت اتوقع اجابة كهذه من مجنونة مثلك حسنا ان جعلتك تسافرين عبر الزمن فعلى ماذا احصل.

اشرق وجه اميرة بفرح طفولي وهي تجيبه بنرة حالمة

_ان من يحقق حلمي بالسفر عبر الزمن يحصل على حبي ساحبه للابد.

عندها اتجه لطفي الى خزنة مثبتة بالجدار فتحها و اخرج منها علبة قدمها الى اميرة التي تسارعت نبضات قلبها و اشار اليها بان تفتحها فقامت بابعاد الغطاء لتفاجئ بوجود مزلاجين

_مالك تفاجئت انهما مزلاجان يعملان بالطاقة النووية و يسيران بسرعة الضوء بواسطتهما سوف تسافرين في الزمن.

قفزت اميرة فرحا و قبلت لطفي قبلة جعلته يرتجف امسكها بين ذراعيه وهم بمعانقتها فاوقفته قائلة

_ليس الان,عندما اعود من المستقبل و نتزوج.

كانت اميرة تقطع الطريق و هي تفكر" هل يعقل اني ساسافر في الزمن هل يعقل اني سارى ما سيحدث في المستقبل,ساعرف ان كانت فلسطين ستتحرر ام لا,ساعرف ان كنا سنتطور ام سنبقى الدول النامية....تبا لا استطيع الانتظار الى ان اصل الى البيت سارتديه الان."

فتحت اميرة العلبة و لبست المزلاجين و همت بالانطلاق الى الامام لكن في تلك اللحظة اصطدم بها رجل فتحركت سريعا سريعا جدا الي الخلف و لمع وميض خطف الابصار
و اختفت اميرة.

كان هارون الرشيد جالسا على عرشه في بغداد يحاور احد وزراء مملكته فجاة ظهرت في القاعة الفاخرة فتاة جميلة في ثياب غريبة فذهل الحاضرون و قفز الرشيد عن عرشه صائحا

_من هذه؟ ايها الحراس تعالو

وفي لمح البصر احاط الحراس باميرة التي اجهشت بالبكاء

عندها التفت الوزير جعفر الى هارون الرشيد قائلا

_مولاي دعها اني اشفق عليها انظر...انها اجمل من ان تؤذي احدا و دع الامر لي فسوف احقق في امرها

تاملها الرشيد طويلا قبل ان يقول

_ارايت كيف ظهرت في البلاط اظنها من الجان,تامل ثيابها الغريبة الغير محتشمة.

هنا تكلمت اميره

_هذا اسخف ما سمعته في حياتي,انا لست جنية انا انسانة مثلي مثلك

يتبع

بقلم عائشة بن صالح

اميرة في بلاط الرشيد