Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

رسالة الغفران للاحزاب

politiciensAïcha Ben Salah - عائشة بن صالح 

كان راشد الغنوشي يعبر الممر الفاصل بين الجنة و النار باحثا عن من يشفع له لدخول الجنة فجاة راى رجلا اشقرا يشع وجهه نورا و يرفل في الحرير و تفوح منه رائحة المسك فاتجه صوبه و قال

-السلام عليك من انت؟

-انا عمر بن الخطاب

فخر راشد يقبل يد عمر و يقول

-انا فرح جدااااااااااااااااااااااا برؤيتك الشفاعة الشفاعة يا صاحب رسول الله

فاوقفه عمر بلطف قائلا

-ما الذي يجعلني اشفع لك

فكر راشد مليا قبل ان يقول

-لقد جعلت جماعتي يحطّمون قاعة السينما التي عرض فيها الفيلم الذي يشوه الدين

هنا سمع صوتا صادرا من النار

-اتكذب حتّى في الاخرة جماعتي من حطّموا تلك القاعة

اطل راشد فوجد رجلا في النار لا يرتدي سوى علم اسود و على وجهه لحية كثيفة طويلة تلتف حول رقبته وكلما حلقها تنبت من جديد

فساله

-من انت؟

-انا زعيم أنصار الشريعة

-لماذا انت في النار؟

-لاني ظننت ان الخير هو علم اسود و لحية سوداء و لفّ المراة بالسواد

-اه هذا سيء جداااااااااااااااااا قال راشد هذا و التفت فلم يجد عمر رضي الله عنه

فانصرف و عندما اقترب من مدخل الجنّة شاهد رجلا على وجهه نور خفيف و تحيط به هالة من الوقار و بجانبه حورية ليس لجمالها حدود تطعمه من" كسكروت شاورمة"

فساله راشد

-من انت؟

اجاب الرجل

-انا احمد نجيب الشابي

دهش راشد ثم سال

-لماذا انت في الجنّة ايّها العلماني؟

ابتسم الشابي و قال

-لاني عندما وزّعت الكسكروتات كان هناك طفل جائع اكل و دعا لي فغفرالله لي

سكت راشد قليلا ثمّ قال

و من هذه الجميلة جدااااااااااااااااااا

اجابت الحورية

-انا هيفاء وهبي دخلت الجنّة لان الناس لم يتركوني وشاني فكلما تحدّثو عني الاّ ونقصت ذنوبي حتّى لم يبقى منها شيء

واصل راشد طريقه متجولا في حدائق الجنة الغناء وهو مبهور بعظمة الخلق والخالق فمر بجانب مجموعة من حور العين فجحظت عيناه وسال لعابه لفرط حسنهن لكنّه لاحظ انّهن كنّ يرتدين

لباس عمّال المناجم ويحملن المعاول و الفؤوس و هنّ بصدد حفر حفرة كبيرة في الجنّة فتقدم منهن و سال احداهن

-ماذا تفعلن ايتها الفاتنات جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

-نحن ننفذ اوامر سيّدي,اجابت الحورية بصوت يقطر عذوبة حتىّ كاد الغنوشي يسقط مغشيّا عليه فسالها وهو يبتلع ريقه و من سيّدك يا حشاشة قلبي ؟ هنا سمع صوتا من ورائه يقول "انا طلبت منهن الحفر و لكني ضد ان اكون سيدهن"

التفت الغنوشي ورائه فشاهد شابا وسيما للغاية يرتدي هو الاخر لباس عمال المناجم لكنها كانت مصنوعة من الحرير

و متّسخة ببعض تراب الجنة الذّي كان مسكا فتامله فليلا قبل ان يقول "لقد عرفتك انت يا من دائما ضد الجميع لقد دخلت الجنّة و ازددت وسامة و لكن كيف فانت شيوعي ملحد ؟ ضحك الهمامي قبل ان يقول "انت ايضا قال عنك النّاس انك ارهابي و لكنّك الان تريد دخول الجنّة" غضب راشد و صرخ في وجه الهمامي "انا لست ارهابيا "

-و انا لست ملحدا,اجابه حمّة ببرود, على العموم لقد دخلت الجنّة لانّي احب العمال و كما تعلم فالعمل عبادة كما انّني كنت في دنيا صوتا ضعيفا و لكنّه صوت اقرب للحقّ انّه صوت الفقراء و المحرومين صوت الطبقة المستغلّة.

-حسنا,لكن لماذا تجعل هؤولاء الفاتنات يحفرن و يؤذين ايديهن الرقيقة ؟

-انا ضد الكسل و البقاء بلا عمل حتّى في الجنّة

- ولكن عملهن هو امتاعك اه ليتني كنت مكانك انت محظوظ جدّااااااااااااااااااااااااااا

- انا ضد استغلال النساء للمتعة و انا ضدّ تسميتهن بالجواري ثمّ راضية هي حب الدنيا و الاخرة فلا حاجة بي الى النساء

-انت غبيّ جداااااااااااااااااا
و ترك راشد حمّة يحفر مع الحوريات و واصل طريقه و خرج من الجنّة و مشى في الممر الفاصل بينها و بين النار فسمع صوتا يناديه من اطراف الجحيم

- راشد يا صديقي احضر لي نظّارتي ارجوك

التفت الغنوشي الى مصدر الصوت فشاهد رجلا نحيلا يجلس على كرسيّ تشتعل فيه النّار و بجانبه نظّارة محترقة فقال له

-انا لست صديقك فليس لي اصدقاء يدخلون النّار

-انا المرزوقي صديقك انسيتني ام تنكرت لي بعد ما رايتني احترق في النّار

- اسكت لا تقل انّك صديقي فربّما يسمعنا احد و يرفض مطلب الشفاعة الخاص بي

- نعم فمصالحك فوق كل اعتبار في الدنيا و حتّى في الاخرة.....احضر لي نظّارتي ارجوك

- لقد احترقت

هنا اجهش المرزقي بالبكاء

-لا الاّ نظارتي, رفيقتي في الدنيا و عزائي في الاخرة الآن لا رفيق لي ,سكت المرزوقي قليلا ثمّ واصل, ربّما لو يواتيني بعض الحظ و يرفض مطلب شفاعتك و تصبح شريكي في الجحيم كما

كنت شريكي في الدنيا.

- تبّا لك فانا لست كافرا مثلك

- اذن لماذا تحالفت معي في الدنيا؟ ثمّ انا لست بكافر لقد دخلت النّار لانّي عشقت الكرسيّ و السلطة ففعلت المستحيل من اجلها.

-هههههههههههه , الكرسي, ارى انك حصلت على واحد.

بقي المرزوقي يشاهد راشد و هو يبتعد ثمّ صرخ به

- تبّا لك يا غنوشي تباّ لك جدّاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

بقلم 
عايشة بن صالح

caricatures par El Berbech

رسالة الغفران للاحزاب