Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

الحمد للّه

thoughts-about-life-friendsSihem Hedi - سهام هادي

حين تمر أيام كثيرة بل سنين من حياتك و أنت تتساءل عن المستقبل و اليأس تراه في عيون الكثيرين من المحيطين بك و الّذين تشابهت معهم بدايات طريقك

فتخاف، تبكي، تتألم ، تقول في نفسك ما الحل؟

أين الحب الّذي يتمناه قلبي؟ أين ذاك الشريك(ة) الّذي سيمسك يدي بقوة و عني لن يتخلى و يجعلني سيدة قلبه الوحيدة بعد أمّه؟

إنّ الأصدقاء قد تخلوْا عن الحب و رضخوا لقوانين المجتمع ، خافوا من العنوسة و الوحدة و تنازلوا عن أحلام عاشت معهم كلّ العمر!!!

ثمّ تنظر مليا لجيبك إذ بك طالبا للعلم و المال و من أصدقاءك من تنازل عن العلم لأجل المال و البعض الآخر مثلك مازال فقيرا لا يملك قوت يومه لكن الأمل في غدّ أفضل موجود ، أمل ضحك منه الكثير و استهزء به الكثير و لكنك مازلت تحلم مازلت تبحث مازلت مستمر و تنام و الدموع في عينيك و قلبك ينادي بصوت خفي يا رب يا رب.

تنهض باكرا و تستمر في مجابهة الحياة اليومية القاتلة كالسمّ ثمّ أخيرا نلت الشهادة و لكن ماذا عن العمل؟؟؟؟

مرحلة جديدة و عذاب جديد و بين كلّ هذه الطرقات مازلت تنتظر ذاك الحب الّذي لطالما قُرعت له الطبول في قلبك بمجرد أن تخيلته فماذا لو صار واقعا.

حالك يقول يا اللّه لا حب يريح القلب و لا شغل يشغل العقل و لا مال يملؤ الجيب؟

و رغم كلّ هذه الصراعات و النزاعات لا تتأخر الحياة لحظة واحدة في إهداءك صدمة تلو الأخرى في أقرب الأصدقاء و بعض الأقرباء و في واقع معيشيّ مقرف في بلد 3000 سنة حضارة.

تنظر للمرآة و تستغرب من حالك كيف لازلت متماسكا ؟ ترى ما الأمر؟

يجيبك قلبك إنّه الأمل في كرم اللّه و على حين غفلة ، في ذاك الوقت الّذي أنت فيه أقرب لليأس من الإستمرار يرزقك اللّه شغلا لطالما قدسته و احترمته و تمنيته ، فتجد مالا و لو قليلا منه تقتات و توفر المستلزمات ثمّ تأتيك الهدية الأكبر من باب ما ظننته يوما موجود و ما التفت له يوما ، يأتيك الحب الّذي بكل شوق و أمل انتظرته ،  يأتيك فتعيشه بكلّ ما فيك من جوارح ثمّ تلاحظ بعض التفاصيل أمامك فتبتسم و تقول يا اللّه حتى هذا الأمر البسيط لي حققت و قلبي أسعدت !!؟؟

تجد ذاك الشريك الّذي خلقه اللّه لأجلك ليحبك بكلّ ما فيك من عيوب ، ذاك الّذي يعرف عنك عيوبك قبل محاسنك و لكنه رغم ذلك يعشقك ، يهتم لقلبك و يسعى لإسعادك و أنت له الكلّ و الباقي لا شيء و معه تكتمل حياتك و دونه لا معنى لها و لا طعم.

عندها ينتشي قلبك بطعم الحب و يقول أخيرا أحببت لا بل شقت شخصا يعشق تفاصيل تفاصيلي و معا نكون نحن كما نحن ، حقيقيان لدرجة الهبل ، صريحان لأبعد حد ، متمسكان ببعضنا البعض و لا يهمنا أيّ أحد.

الحمد لك ربي و الشكر لك وحدك لا شريك لك على كلّ النعم ما ظهر منها و ما بطن.

 

كتب قلبي فقال

سهام هادي
الحمد للّه