قال لي: في الفترة الأولى كان بعدها عني أشبه بسحب النفس من روحي، كنت أختبأ كطفل صغير في ركن غرفتي و أبكي.

كان إستيعاب حياتي دونها أمر صعب جدا و مُجهد.

كنت ألتجأ للتدخين فأفشل في إخماد نيران قلبي و كلما افتكرت أنّ عشرة سنوات ست ذهبت هباءا منثورا و كان نهايتها غدرا و خيانة أشعر بالقهر فأبدّل السيجارة بكأس خمر و ألف ألف كأس و النتيجة ألم أكثر ، وجع ، قهر ...

لم أستطع إستيعاب فكرة أنّني مغفل من الدرجة الأولى و أنّي استهلكت مشاعري لأجل من لا خاطر لي عنده.

لم أبكي على فراقها أو غيابها عني فهي لم تترك تلك البصمة الكبيرة داخلي.

لا أبدا

ما أبكاني هو نفسي الّتي آمنت بالحب و كانت صادقة و مخلصة لفتاة تحرم عنها مشاعر الإنسانية و الغرام.

كيف حصل كل ذلك لا أعلم

أمّا قدرتي اليوم على وصف ما جمعني بها ب"تجربة فاشلة ، لا إسم لها و لا معنى" و أن لا أتأثر إن مرت أمامي بل أقسم أنّي لا أتأثر و إن حضنتني و قبلتني، فهي و ما جمعني بها فعلا لاشيء

لا كره و لا حب ، لا قيمة له ، فقط لا شيء

أعلم سببه جيدا و أدركه كإدراكي لكل حرف أكتبه.

السبب ببساطة "أنتِ"

ما فشل في فعله التدخين و الخمر ، حضن أمي و قبلات أختي و جلسات صديقي، قمتِ به أنتِ من أول :أهلا و سلاما.

في البداية لم أتمكن من الإعتراف بمشاعري حتّى لنفسي، كنتِ تتسلّلين لروحي و تستوطنين قلبي شيئا فشيئا و كلما دقّ قلبي لك دقات خاصة ، أستهزأ به و كلما شغل حضورك ، كلامك، سلامك و خاصة نظراتك تفكيري ، أقول "وهما لا غراما"

أهرب منك فأجدني بين يديك

صرت واثقا أنّك إستجابة اللّه لدعائي و أنا في شدة ضعفي...

و صرت واثقا أكثر من مشاعري ، معلنا حبي لكلّ الكون حين رأيتكما معا ، صدفة لا بل قدرا، تعبران الطريق في آن واحد ، كانت هي متجهة نحوي متباهية بملابسها الفاخرة و واثقة من توسطها قلبي و كنت لا مباليا بها مهتما بك ثمّ ركضت نحوك و جذبتك إلى حضني خوفا من أن تصيبك تلك السيارة المتهورة بشيء و قد كان ذاك الحضن بلسمي و شفائي و أروع تفاصيل حياتي...

فلتعلمي يا جميلتي أنّك الكلّ في نظري و الباقي لا شيء، أنّك أهم من المهم و أنّي بكل ضعفي و قوتي "أحبكِ"