Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
حدثني طبيبي قال
Sihem Hedi - سهام هادي
لطالما كنت ماهرة في لغة العيون
فلم يخفى عليّ الحزن و لا الفرح، الضحك و لا الدمع و لكن يومها تمنيت أن لا أقوى على رؤية الخوف في عيون طبيبي و لكنني رأيت!
فحاولت أن أتمالك نفسي و أحسن الظن فيما ينتظرني،
ضممتُ كفَّيَّ لبعضهما البعض حتى لا تفضحني رعشة جسمي و بعد أن قلت في قلبي
"لطفك يا ربي لطفك "
قلت لطبيبي :
"ما الأمر؟ لماذا وجهك مصفر؟ "
فسألني :
"أ لم تأتي معك أمك أو أباك "
أشرت برأسي أن لا
"أخاك أو أختك أو حتى أحد الأصدقاء؟ "
قلت :
"لا و لكن لما؟"
أردف
"حسنا أليس لك حبيب ينتظرك خارج المستشفى؟ "
ضحكت و قلت له:
"هذا أيضا لا، جئتك وحدي كإجراء روتيني لا يستحق كل هذا العناء , جئت لأخذ تلك التحاليل فقط و أرحل فهي قل ما عليك قوله و لا تخف فلقد اعتدت الخيبة و الوجع "
"و لكن لو كان معك مرافق لكان أفضل و لاطمأننت قليلا فحتى الوجع بالمشاركة يقل و ينقص "
هنا و في تلك اللحظة تأكدت أنّ ما أخشاه قد حصل و أنّني بصدد تلقي أكبر صدمة بحياتي و ككل مرة سأعيش هذا الألم بمفردي فأنا أخاف دموع أمي و حيرة أبي و رهبة إخوتي، فكرت
في الجميع و كيف سأخفي هكذا أمر عنهم مراعاة لمشاعرهم و بنفسي لم أبالي،
جال بيّ فكري و خاطري في مدى صدمة أمي عند سماع الخبر فانتفضت في مكاني و قلت بصوت موجوع و دموع رقراقة
"فقط أخبرني كم بقى من العمر لي؟ "
قال بتردد
"أنا أسف و لكنك قدمت إليّ في مرحلة متأخرة من المرض و أيضا...... "
قاطعته و قد غلبتني دموعي و بصوت يرتجف قلت
" لا تطل الأمر أكثر و أجب سؤالي "
فجمع نفسه و رابطة جأشه و بصوت فيه من الوجع الكثير
"الأعمار بيد الله و لكن لن يتجاوز الأمر 6 أشهر "
ارتبكت، ارتجفت لم أعلم ماذا أفعل
مرة أجلس و أخرى أقف،دموعي تجمدت و دقات قلبي كجنود الحرب تدق الطبول و تلعن الحرب، تذكرت ما مضى من عمري فوجدت أنّ جهلي ما جعلني أؤجل أشياء كثيرة قائلة ما زال في
العمر "بقية" و ظللت أسأل نفسي مرارا وتكرارا
"أين البقية؟"
لملمت بعضي و مسحت ما ترسب على وجنتي من دموع، حضنت أوراقي و استدرت نحو الباب مغادرة و قبل أن أخرج من غرفة الطبيب بلحظات قال :
(زمن المعجزات ربما قد ولّى و لكن رب المعجزات باق لا محالة فإن لم يحصل معجزة في أمرك و فارقت الحياة، على الأقل اجعلي من طريقة عيشك 'البقية' معجزتك في الدنيا)
سهام هادي
Website Design Brisbane
Tags: