على نسمة صيف تقوم و الدنيا فجر ساعات ..

قداش تحس الدنيا مزيانة ..

هادية تعشق بقلوب الخير و المحبة مليانة ..

الدنيا في الصباح بكري .. دنيا اخرى .. عالم اخر ..

دنيا تزهيك .. دنيا تعطيك.. دنيا تفكرك فلي نهار فرحك و في نهار كاويك..

الدنيا في الصباح غادرة خداعة .. تعطيك وجه السوق .. الوجه الي بيه تنجم تبني و تعلي و ما تخلي ما تحلم و تحلي .. اما في الاخر ما يدوم الحال ..

في لحظة و بعد ما يقوم اول انسان.. قاصد وجه الرحمان .. الدنيا تمساط .. حس و جوجمة مشاكل و سخانة .. تولي دنيا ما تنطاق .. كان الكذب و النفاق .. كان الغدرة و قطع الارزاق .. هذي الدنيا في حقيقتها غدارة .. خداعة .. ما تقول بعشرة ما تقول بوراعة .. عاد خلينا في الفجر خير ..

يجي الصيف و يجي وقت الخلاعة و المحواس .. بابا ما كان حارمنا من شيء ..كل يوم و يومو .. القومان بكري هاذيكا عادة مقدسة عندو .. يصلي الفجر و يقصد ربي للمرشي القديم و يحل النصبة و ربي و مكاتيبو .. نهار رزق و رضاية و نهار عكس و فلاية .. اما كلمة الحمدو الله ما تفارق اللسان .. فرق كبير بين ناس توة و ناس زمان .. عبد راضي بقسمة ربي و مكتوبو و عبد كافر بالنعمة فرحان بذنوبو .. نهار الصيف نهار قصير .. يبدى مع الفجر يوفا مع اول حرقة للشمس الحامية .. تلقا عباد ربي للبرودة حانية .. الي يسكر الحانوت و الي يلم السلعة و للديار هاربة .. بابا كان جوو جو اخر .. ما كانش يروح للدار بش يرقد و يقيل كيما الناس الكل .. كان فرحتو بينا .. راحتو و شيختو كيف يلم عصيفراتو و بيهم يطير و يعلي بضحكتهم يقوى يتفرهد ينسى تعب ايامات و ليالي .. نتفكر بابا دوب ما يروح يعيطلنا بالواحد على قرطاس الشامية و قرطاس الحلقوم .. التاي و الكاكاوية .. المشموم الي ما يغيب على قفة هدية لشريكة العمر نوارة الثنية .. امي البية الي كانت عايشة للدلال لعينيها .. دلال المحبة .. دلال القدر و العشرة الحلوة الي ما يبدلها زمان و لا تغيرها المرارة و الدوة ..

تتعدى القايلة بسخانتها و بسكاتها و احنا غاطسين في الجنينة .. بين الحشايش تلقانا مفرقين .. كل واحد بمندافو الي يخبيه تحت القارصة و الي يحفرلو وين البير و كل واحد و بالبلاصة متاعو الي ما يفكهالو حتى حد قول علينا قاسمين كل شبر و كل واحد و المنطقة المحرمة الي ما يعفسها كان هو .. ناس تعدي القايلة ترتاح من سخانة الصيف اللي تنقب راس العصفور و احنا لا سائلين لا على سخانة و على برود همنا الوحيد العصفور بيدو الي بش نشدوه قداش من بزويش داعية عليه امو في هالقايلة المحنونة بش يطيح في ايدين كمشة غشاشركيفنا الي يذبح بسكينة حافية و الي يريش و الي يشعل الكانون و البطبيعة انا الي ناكل منغير ما نهز يدي لراسي .. كهو كل واحد و قدرو في الدنيا ..و ساعات كيف ما نشدو حتى شي ندورو على فلالس امي بعد ما نطفيو الضو بالطبيعة ..ههه يا حسرة .. كنا جنون القايلة شخصيا .. ما نخليو ما نعملو و ما نخليو ما نبدعو اما كان كثرنالها بالحس و العرك كان المصبط يستنى فينا .. بابا تلقاه ما يسالش علينا بالعكس يفرح كيف يرانا ناشطين فارحين بالدنيا ا ما الي كان يمسطها خويا الكبير يشدنا بعصاة الزيتون ما يرحمناش و بعد ما يحكم علينا قايلة كاملة نعديوها تحت الطاولة و اللي يتحرك و الا يطلع اي صوت ياكل على راسو لين يفد ..

تتعدا القايلة و كل واحد و غصتو يقوم بابا يلقى العينين حمرا بالبكاء و الضرب .. عمرو ما كان يلوم خويا بالعكس كان يطفي الضو و يسكت هكا تربينا نقدرو الخو الكبير كيما البو و ساعات اكثر و عمرنا ما كرهناه بالعكس اليوم يضربنا و غدوة يضرب علينا ..اما اعز حاجة بعد الطريحة الي ناكلوها براسك كل قايلة .. الكادو الي يرضينا بيه بابا الي في كل مرة تبحيرة في شطنا الغالي الي ملي تخلقنا ما عرفناش غيرو
مايشتنا بلي فيها كانت عيشة بسيطة .. عيشة بلاش حسابات .. بلاش كلام .. بلاش عقابات .. كنا نطيحو و نقوما و مع كل طيحة نلقاو الف يد تتمد تحب تعاونك بش تاقف من اول الجيدد .. كنت نحبهم و ما نقدرش نعيش نهار بلاش واحد منهم

كان صيفنا في جملتو عبارة على لعب و طيرة .. ضارب و مضروب في الجنينة .. و بالطبيعة قفافنا و التبحيرة .. كنا كل العشوية في البحر .. شلاقاتنا و ملاقتنا و الثنية الي تهزنا ساعات نمشيو جميع نتوسو وحدة وحدة لين تعيا الساقين و تذبل العينين .. كانت لمتنا .. جمعنا و هدرتنا حلمة بعيدة برشا .. من قلبي نتمناها ترجع .. نحلم بيها في الليل .. يقوم ما نلقى شيء .. كان ضحكة بعيدة و الظلام ما خلى فيها شيء .. وجيعة و وحشة لايامات بسيطة حلوة .. مشات و مخلات كان برشا غصة و تنهيدات .. تبحيرتنا كل عشوية قعدة مقدية بين امي و مرة عمي و عزيزتي .. كنت نفرح كيف نراهم ملمومين .. لا عرك لا جوجمة .. و بابا تلقاه وين نحطك يا طبق الورد اي مالا ما يفرح و يتهنى كان كترضى عليه للات الزين .. امي حبيبة قلبو و ممو العينين .. وين ادور يدور معاها ما يخليها تمس شيء .. كان الكانون هو الي يشعلو .. كان البراد هو الي يطيبو و تلقا الضحكة ما تفارق وجهو .. و قد ما كبرت و فهمت من الدنيا شطوط و قواعد و محبة باب لامو ما ليها موعود و ما خليلها واعد .. محبة بسيطة .. على عشرة عريقة تخلي في القلب نار و لهيبة ما تطفى و لو تصير غريبة ..

تلقاني نتبع بعينيا و مخي سارح في عينيهم الي في الفرحة تتقابل من الغمزة تتفاهم و في غفلة من ناس الكل تتقير المصاير و تتكتب العباير ..

كنا نبردو نار القايلة بماء البحر .. بحرنا ما كانش بعيد من كل تركينة يطل علينا.. حاظنا و بدفاه حامينا .. بحر ملي وعيت على الدنيا و انا فيه قداش من مرة نسال بابا اش معنتها " روندو" و علاش اسمو هكا منين جاه هالاسم .. كان يفهمني و وسع بالي يحب يعلمني فايقة بكل شيئ يكبرني و انا من عند ربي ما نخليش حاجة ما نسالش عليها بابا توة كيفاش روندو راجل " اي كي هو راجا اش مجيب اسمو للبحر؟؟؟؟ " بابا كان بالو واسع معايا ملي وعيت ع الدنيا كان ديما يحدثني عالاستعمار و كيفاش فرنسا دخلت تونس اعوام و عقود لتالي و كيفاش كانو عايشين معانا و كيفاش فكولنا رزقنا و اراضينا و همشونا و تعدو علينا .. كان يحكيلي على منزل بورقيبة وقت كان اسمها فيري فيل كيفاش طمعوا فينا و في رزق مالنا و مال جدودنا .. من ارضنا سرقو.. بنو الي حبو.. توسعو كيما حبو ردونا كيف بلاد الروامة برشا بني و فيانة .. عاشو بيناتنا احتلونا غصبو علينا عيشة غير الي حبيناها .. صورولنا طريق غير الي رغبنا فيه اش خلاها المنزل نسخة على باريس العاصمة متاع المستعمرين .. بابا و انت وين تعرفها باريس ؟؟؟ يسكت بابا و يخزرلي شوية و يكمل يحكيلي تاريخ هالبلاد الطاهرة بلاد الشلاغمية و القباطنة و كيفاش جا بورقيبة و حرر البلاد و رجع الرزق لمالي الرزق .. كانت هذي هدرة بابا يحكيلي و دمعة في عينيه وقتها و انا صغيرة ما لقيتلهاش تفسير اما مع الوقت و العمر الي تعدى حرقتي عليك يا بلادي فهمتني الي فنى و تعدى ..