عشرين ديسمبر .. الاربعة متع العشية

برشا كيلوميترات بش وصلت لهوني ... باهت في روحي قداش وليت نستحلى في روحي العذاب ... ولا اش مجيّبني من بلاد لبلاد بش نتفكّر ... و يمكن بش انجم نبكي !  فمّاشي ما  بعد سنين الصحراء في عيني ... تصب شتاء الدموع و تهفّت لهايب  جواجيا  المحروقة .. تبرد محوني ..  

اليوم عشرين ديسمبر .. وكيما اليوم خمسة سنين لتالي جيت معاها لهوني .. الحال شتاء و الدنيا برد .. و للات النساء خطرلها على قهوة دافية و تشيز كيك ... و على خاطرني نحبها .. و على خاطرني نعشقها .. درت بيها البلاد ... و  داديت بيها من قهوة لقهوة... على ما ترضى للا  .. من حومة لحومة و من شارع لشارع .. و كل قهوة مضخمة بلايكها كبار تهزها من فوق للوطا وتقلي ما عجبتنيش ... لا .. تؤ تؤ مهاه ..  لين وصلنا لراس النهج هذا  ..  و نثبت مليح تقول تو كيفاش قامت تصيح و قالت " آقف آقف لقيتها لقييييتها ..  أهايّا أهايّا شو محلاها !"  فيها sapin فيها sapin و هبطت تجري و نساتني وراها ..

خمسة سنين على أول مرة عفست هالعتبة .. مع الروح الي ساكنة في عروق بدني ... مع  مرا في آخر العشرين المرصوصة في قلب طفلة ما فاتتش العشرة سنين ..  طفلة تموت عالحفالي و الحلاوي و الشطيح .. طفلة تحب الزينة و الأعياد و الكادووات .. طفلة تضحك بصوت عالي و تعنكش في رقبتي كي الصغيّرات على طبليّة شكلاطة و لا تسكرة حفلة ..و لا حتى على نص ساعة وقت نزيدو معاها ..  كانت تلمع عينيها و انا نحكي في حكاية أتفه مالتفاهة ... تحط راسها بين يديها الزوز و تسمعني تقول نحكي على الأوزون ..  وانا نحكي على ورقة ضايعة من دوسي الخدمة و لا بولونة طايحة في قفل باب الدار ... كانت تسمعني ببدنها الكل

"Monsieur شنوا تشرب "

فجعني هالسرفور الي هدّ عليا هدّان تقول  عبد دخلو عليه و هو عريان .. غزرتلو قتلو اكسبراس و أميريكان  و تشيز كيك ... غزرلي بتشوحير و خنتب في وريقة و مشا ..  

حبيت نحط شربها قدامي .. بالك تدخل من هالباب البلار .. بالك تخرجلي من كلسيطة بوك نووال المعلقة فالحيط ... من كعبورة من هالكعابر المعلقين فالشجرة الي تحبها ... بالك تطلعلي من دخان القهوة و لا نلقاها متخبية في كريمة التشيز كيك .. كيما كانت تتخبالي ورا الريدو و تخلي ساقيها يظهرو ..

يا لندرى تصيرشي المعجزات ؟

و يرجع بينا الوقت لهاك النهار الي جينا لهنا أول مرة .. وقتلي قعدت على هالكرسي و عينيها تعشق في كل تركينة و ساعة ساعة  تقلي "براس امك شو محلاها .. شو السابان قداش يدفّي .. شو شو الكروشييات الي مغلفين بيهم الماجات محلاهم ... تعرف شناقصة ؟ ناقصة  deck the halls بش نقوم نقوللهم يحطولي deck the halls "

و قمت و خليتني و حطولك غنايتك .. وقعدت قدامي كل شي فيك فرحان ..  تضرب فالكاس بالمغرفة و تغني و عينيك تلللللمع تقول نجمة في سما الريف و الحال صيف ...

كنت نحبك ... كنت نحب نحبك .. وكنت نحب المحبة معاك ... ونحب لوغتك بالمحبة ... كيفاش تهز معايا ساكي .. وتلف عليا لا نبرد و تسكرلي الكبوط و تحط ايديا في ايديك وتقلي ايجا ندفيك ..  
كنت نحب كيفاش توّكلني بيديك و تحرّكلي سكر قهوتي ... و تتفّه ما كبر من مشاكلي ... كنت نحب كيفاش نجيك مرزّن بالهم ... ثقيل بما تحط على كتافي من جري و مسؤوليات و نروّح خفيف .. اخف من ورقة فارغة .. حالة صدرها للكتيبة مهما كثرت ...

و كيفاش ما نفرحش؟ وانت فرحانة ؟؟  

انت الي  كل ما تحسو  كان يعديني ... فرحك .. غشّك .. تشغشيبك .. كل شي !

جات القهاوي و التشيز كيك .. حطهم السرفور و هو يغزرلي باهت .. شنعمل بزوز قهاوي وانا وحدي .. عملت  روحي ما فقتش بيه خاطر ما نحب حد يلهيني عليك ..

احكيلي .. تتفكرني ؟ نخطر على بالك ؟ تتصوّر نتلاقاو نهار ؟

تعرف ؟ ساعات نخاف منك ...

انت حتى في عز الفرحة كنت تقلي نحس في قلبي مقبوض .. ماناش بش نكمّلو .. يا لندرى قلبك تو شيقلّك ؟؟ هالعالم المعبّي بزناقي مشربكة .. يدزناش الزوز لنفس الزنقة نهار مالنهارات ؟ و نراك ! و نراك ! يا مييييمتي اش توحشت نراك .. مرصوصة في كبوطك الاحمر و الساك أدو على ظهرك .. جايبتلي فيه مورسو غاتوه عملتو قبل بليلة و غواندووات صوف و كاشكول ما تتهنى كان كي تخنقني بيه و تقلي هاك الجملة متاعك "نحب نراك دافي و خدودك روز"

ماصابك تراني تو ..  و ترى الشيب الي كلاني ماكلة و ترى سحابة الحزن الي غطاتلي عينيا و ترى حدبة كتافي  و تقويس قلبي من داخل ...  ماللي نفيق لين نرقد وانا نمثّل اني لاباس ..  ولحقيقة مش تمثيل ياسر .. حد لاهو معدّل عليا .. تعرف شتوحشت ؟ توحشت كي تقلي "قلقت عزيزي ؟ نروّحو ؟" و انت تلوّج في صباط أبيض و  خيوطو حمُر مالتسعة لنص نهار ... ما كنتش نقلق ! بعمري لا قلقت ! اما سؤالك كان يزيد يعشّقني فالرب الي خلقك ... مااعزك ! قداش نحبك .. قداش في عهدك فرحت ... قداش تشويت ماللي مشيت ... قداش فرغت من داخل ... قداش تكسّرت و فنيت ..
قداش وليت شي و تجرّدت من كل شي ..

عايش عاللي فات ... نلوّج في وجهك في التابلووات المعلقة فالحيوط .. في النساء الي قاصة الكياس ... في العباد الي نقابلهم .. فالغناء الي نسمعو .. و القهوة و التشيز كيك و مكاتب كبوطي  .. فالمطر و الشجر و البراكن  و البيوت الصغيرة .. في فرشي .. و حياتي و بيرويا و كتباتي .. في الشجر المزيّن للعام الجديد .. و قشور البردقان و حكك الحلوى .. فالماغازانات و الباركينغات و تليفونات  اللهوة .. وانت ولا ريحتك تخلق ! كايّنك ذُبت .. كاينّك
تخلطت بالهواء ! كاينك  تِرْفَعْت ! و كاينّي مُتّ !

كي جمل الصفصاف .. مكمّل عمري نخدم و عينيا مغمضة .. ندور ندور ندور ... العام و طولو على عينيا العصابة و نرمي فالأسئلة ورا ظهري ... "قلقت عزيزي نروّحو ؟" "فرحان" .. كيفاش كنت تقولهم بسهولة يخرجو سلسين من فمك .. كاينك ما خممتش فيهم برشا .. كاينك تعنيهم .. كاينك تحبني !

نحط القطن في وذنيا و نكمل نخدم و نرقد و ناكل .. و نرمي ورا ظهري .. لين يتحيّر وقت الوجايع متع كل عام ... مع ورقة ديسمبر فاليومية ... تهيج ريحتك .. و الي رميتو الكل يدور في دوّامة و يرجع عليا ... و نتفكّر و نتحيّر و يتعبى بيك قلبي .. و غناء كرهبتي ... و تولي النسا كل تشبهلك .. و الجرايد كل تلمّح في الحديث عليك .. واسمك يتعاود قدامي الف مرة فالنهار ... كاينّك محمّشتهم فيا ... يتلمّو عليا الكل  لين نسلّم و نهجّ نجي لهنا !

نجي كل عام .. نحجّ لأرضك .. و نتفكّر القلب الي صلّى على طرفك ... و نصدّق ما كتب من روحي ... و نقرا ما تيسّر من الي كتبتو ليك و نشهّد البحر على ما جرا فيا ..

"خويا تخلّصني "

نرمي زوز وراق على الطاولة و نسكّر كبوطي و نخرج نتمشّى للبحر .. غريق يلوّج في موجة تبرّي في نهار سقنطري ما يخرج فيه كان الي كواه الحب !

آخر الرمل خيال مرا ملفوفة في كبوط أحمر .. تثقل ركايبي من شماتة الدهر ... انا الي من كثر ما غلطت في نساء و خلطت عليهم و طلعو مش إنت !

بديت نشك الي انا هبلت ...

ناقف بعيد عالبحر بش نخلّي المرا تكمّل تسارر موجاتو .. و تبعد و تخليلي البلاصة بش  نبدا انا جلسة الاعترافات متع كل عام ..

تكمّل المرا و تتلّفت ..  

تطلع الي جاي نشكي للبحر من وحشها ...

وحش الكبوط الأحمر !