Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

العروسة

fillette devant une vitrine

Fatma Cherif - فاطمة الشريف


كي كانت أسماء صغيرة كانو يعجبوها العرايس المحطوطين في فترينة مغازة في ثنيّة المكتب ... تاقف سوايع تتفرّج عليهم و كل ما تروّح موخّرة في جرة الفرجة عالعرايس تاكل طريحة نبّاش القبور ... و ما كانتش تشعف ... و لا تبطّل الفرجة في الفترينة الي في عينيها كانت صندوق عجب ...


جرّبت ساعات تقول لأمها تشريهملها ... و لا تشريلها منهم وحدة ... أما امها كشّت عليها و ضربتها قدام صحابها متع المكتب ... أسماء ترتيبها الثالثة في وسط أربعة خوات ... مصاريفهم ما توفاش و بوها شهّار يجري على كوش الصغير و ليسي الكبير ... الفلوس لكلها للحاجات الازمين ... هكا كان يقوللها

 

 

 

سألت مرّة بوها شمعناها حاجات لا زمين ... قاللها الماكلة و الماء و الضو و الطبيب ...

وقام و خلاّها

...

ما فهمتوش  على خاطر بالنسبة ليها مستعدّة تشري العروسة و مش مهم تاكل و تشرب و تمشي للطبيب ...

كانت هذيكا أوّل مرة تفهم فيها أسماء الي "الحاجات الازمين" يختلفو من حد للآخر

 

و على خاطر بوها ما فهمهاش و لا أمها سمعتها ... زادت حلمة أسماء بالعروسة كبرت ... كل ليلة تحلم بروحها معنقتها بشعرها الأصفر  وروبتها المزيانة و عينيها الي يتحلو و يتسكّرو كيف اتكّيها

 

طفلة أخرى في بلاصة أسماء ... كانت تنسى حكاية العروسة و يمكن تكرهها من كثر ما كلات عليها طرايح ... أما أسماء مش كيف باقي البنات

...

في عوض ما تبدّل الحلمة قعدت تكبّر فيها أكثر و أكثر .. قرات على خاطر العروسة و نجحت من عام لعام ... و تخرّجت الثانية على دفعتها ... لكل على خاطر العروسة  عامة باكها نقلّت عايلتها من الحومة الي كانو يسكنو فيها ... و قعدت ساعة ساعة ترجع لهاك الحومة تطمان على العرايس

...

بعد أوّل شهرية جرات أسماء لحانوت العرايس بش تحقق حلمة السنين و تشري العرايس لكل و تشرب بعد عطش سنين ...

لقات الحانوت ولّى يبيع في قطايع الكراهب

...

كانت تنجم تشري من حانوت آخر ... أما كانش بش يكون عندها نفس البنّة

...

بعد بمدّة ... قلبت الدنيا قلبتها .. نسّات أسماء في  وجيعة العروسة

...

أسماء توا كبيرة صبيّة ... وقيّت بش تحبّ راجل

 

حبّت أسماء راجل ... ماكانت ترى حتى حد في الدنيا يستحق لقب "راجل" غيرو هو

...

راجل قلبو كبير و يعرف ربّي .. حبّتو ...فنات عليه ... حبّت  دبّة ساقيه عالقاع ... حبّت النفس الي طالع هابط من صدرو .. حبّتو محبّة ما حبها حد لحد

...

أما منجمتش تقلّو على خاطر كان  متع الناس ... مخو مش معاها و قلبو في يدّ مرا أخرى

 

لقات روحها أسماء مرّة أخرى واقفة تتفرّج على فترينا ... فيها حاجة مزيانة روحها فيها  اما ما تنجمش تشريها ... و لا تنجم تملكها

 

ماعندها كان حق الفرجة و لحسان الفترينة

...

و الرجوع للدار مخّر كي العادة ... و ماكلة الطريحة

...

تتكّى عالفرش و تسرح في السقف ... و تحلم ... كيما كانت تحلم بالعروسة

 

تحلم الدنيا تعطيها حاجات مش مستحيلين ... يظهرو تافهين

 

اما هي ما ما شتهات غيرهم في عمرها

...

 

فاطمة الشريف

 

ثمة نوعان من الشقاء. الأول الا تحصل على ما تتمناه. والثاني أن يأتيك وقد تأخر الوقت وتغيرت أنت وتغيرت الامنيات بعد ان تكون فد شقيت بسببها بضع سنوات

 

 

العروسة