عمناول في وقت كيما هالوقيّت ... كنت أغطّ في نوم عميق ... تابع  قيلولة نهار السبت أكلّي نهرب بيها من عصب الخدمة و الدار و المواقف السوفرونس التي يعجّ بها أسبوعي ...
انا هكاكا و هدّت عليا صاحبتي عينيها منفوخين تقول باراشوت ... قيّمتني في غير عقل ... قتلها يا بنتي ماو لاباس ؟

قالتلي : أحمد قصها معايا من غير سبب … قتلها "لاباس يا بنتي .. و برا قصها معاك تي رتحت منو الكازي مراياتو قاع دبوزة و شعرو طايح و وجهو أصفر و كرشو تقول طبل يدز فيها قدامو ..تي سلّكتها كي قصّها هو .... هكاكا تضمن ماعادش راجعلك ... أبري تو , انت خير منو" ...

و منها تعمل هكا و تعدّي الفيتاس و تزيد في البكا نغمة الفزاني ... و تعطيها نوّاحة تفزّع موتة الجبانة ... وليت عاد قمت من فرشي و قعدت نحمّل فيها و أطبطب و أدلّع بش تسكّت الفرقة النحاسية الي حلتهالي فوق راسي  ...

قلتلها " يا بنتي أسكت بركا ... تي ربي يحبّك ... الراجل يعدّي شطر الخرجة معاك ياكل في الفطاير و الفريكاسي و الزيوت سواقي ... تي كان تخرج مع حمّاص خيرلك ...
والطفلة ماشية و تقوّي في النواح لين عاد اضطرّيت اني نسألها هاك السؤال الخطير الي نكرهو : باهي أحكيلي علاه قصّها ؟"

قالتلي "مالا انا علاش نبكي تي ماو نحب نعرفو علاش قصّها" ...
و قعدنا هكاكا قعدة مزيانة دامت تقريبا 3 سوايع واحنا زيد الما زيد الدقيق بالكشي نطلّعو الداقزة و نعرفو الراجل شبي أخذتو ؟

و منها نطّرت أنا كيف المهبولة أنقّز و نصيح و قلتلها "سي بون عرفتو علاش قصّها و منها جريت لليوميّة و طلّيت عالدات نلقاها : 13 فيفري ... و ما أدارك ما 13فيفري يا معلّم ...
و هو فما راجل تونس ما يقصهاش مع الخانوم متاعو نهار 13 فيفري ؟
تي المعرّس يشتهي يطلّق ... و المصوحب يقصّ ... و الخاطب يبدا يشري في البلا من قبل ب3 أيام بش يضمن انو ما يجيبش كادو السان فالنتان"
تلفّتت نلقى الطفلة تغزرلي باهتة تبحلق فيا ... و فمها محلول طاقة

...
قتلها "ايا خليني نرجع نرقد"
قالتلي "و انا توا كيفاش ؟ "
قلتلها "برّي أرقدي انتي زادا ... تو نهار 15 ترجعو لا سو لا سويّا"
و خرجت الطفلة من عندي تكرّ في ساقيها سارحة و وجهها غارق في الدموع ...

و قعدت أنا نخمّم في رجال بلادي ... الي يعملو "النويل" و "الريفيون" و يحتسيو "القهوة الكحلا" و يتكيّفو "الحشيش" و لا يعرفة عالقبلة منين تجي ... اما يولّيو يعرفو ربي عالأخر في السان فالنتان ... و يعرفو الحكم الشرعي للاحتفال بيه ... و يعرف عقابو عند ربي كان يتخذّ و يشري للمادموازال متاعو جرد وردة يفرحها بيها ...  

قعدت نخمّم قلت بيني وبين روحي يا رسول الله الراجل التونسي قداش رقعة صحيحة و فصاصة و ما على بالوش ... توا مخرّج عينين الطفلة بالبكا على وردة و طبليّة شكلاطة ؟

و للحظة ما تفكرت واحد صديقي في الفاك كنت أنا ويّاه أنتيم كي الخوات : حلّيت معاه موضوع السان فالنتان فأجابني :

"سا فابا فاطمة ؟ نشريلها بوكيه ورد ب 12 ألف تي يجيبولي 3 باكوات دخان بشعولهم ... و يعملولي زوز قهاوي في النصر... و 100 قلوب و كعبتين فلوريدا ... و مريول و دجين  كان لزم ... أما ورد يا بنتي .. وزيد شبيك انت تحكي عالسان فالناتان ؟ زنديقة ياخي ؟ تي حرام زقوم"

صديقي هذا بيدو زنس واطي ما فماش موبقة ما يعملهاش ... و شيطانو ما يفارقوش لا ليل لا نهار ... حتى أحلامو ديما فيهم حاجة متع فساد ... هكاكا نكهة ... أما كي يولّي فيها سان فالنتان يواّي سلفي صحيح ...

بعد ما عملّي محاضرة في الشريعة الاسلامية و أصول الشريعة و الدين ... بهّمت فيه ساعتين و كنت بش نلعج عليه بداودي لا ربما يرجعلو شاهد العقل ... و من بعد دوّرتها في مخي ... نلقى روحي بش نولّي فاطمة شورّب على جرد سان فالنتان وليت سكتت و بلعت السكينة بدمها...و تجاهلت التهم اللامباشرة الي وجههالي بما فيه الي انا زنديقة و كافرة ...

و تفكرت زادا الشطية الاخرى من المجتمع الذكوري التونسي : أكلّي تلمون ينزل على مرتو ب"اللافاج سرفو" ... لين تولّي هي بيدها تمّن الي هو حرام ... في حين أنها للّا تعوم ب 2 بياس و تخرج بالبروتال ... و تحتفل بالكريسمس ... اما مادام بعلها يقول عالسان فالنتان حرام معناها حرام ...

عندي وحدة صاحبتي كي ننشد راجلها شجبتلها في الفالنتاين دايز يجاوبني بكل ثقة في النفس "احنا كل يوم عنا فالنتاين ... دونك ما جبت شي " ... لا و الفازا فاش الي هو مؤمن فعليا بالشي الي يقول فيه ... برغم الي حتى في عيد ميلادها ما تفكرهاش حتى بقتّة معدنوس ... و ماذا بيا نعرف زادا اذا كان ماجاب شي خاطر كل يوم عيد ميلادها و لا شنيا السيستام ؟

انا مانيش نضرب في البونيا عالسان فالنتان ... اما برجولية شي ينطّق البقر ...

توا المغبونة تعاني فيه من الصباح لليل ... و لا يعطيك الصحة لا يكثّر خيرك ... و الكادوات تنساهم من نهارت الي يطمان الي هي خربشت هاك الكونتراتو المحنون متع الصداق و الاشتراك في الملكيّة ... من نهارتها تحرم عليها الكادوات ... لا في عيد ميلادها لا في العيد الصغير لا في العيد الكبير لا في السان فالتان ... لا في عيد السجرة ... و قلّو هزلها كادو من غير مناسبة تو يقلّك "علاه هبلت ؟ مش باهي حلان العينين"

تنبيري في هذا السياق لا يتضمّن المعنى المادي للهديّة بقدر ما يتضمّن الحالة المكربة ... و الانفصام الرهيب في شخصيّة التونسي : " الي يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعضه " و الي يستخسر في عشيرتو هديّة بسيطة  و لكن كان يتعرّف على "آنسة" من جماعة عنقني في بواتا سامدي سوار أتو يحتفل معاها بالسان فالنتان و السان مايكل ... وعيد ميلاد عم صالح ... وينجّم يهديلها كرهبة بالمناسبة ...

بمعني آخر ليس الحرام ما يعيقه على شريان وردة ...