Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
آسف أمّي و آسف وطني
Amal Riahi - امل الرياحي
عندما تقرأين كلماتي هذه يعني أني قد انتقلت إلى الرفيق الأعلى أرجوا أن تصلكِ في أسرع وقت لِتشيّع بين يديك موكب جثماني أريد ان أحمل معي ما تبقى من كلماتي هذه أمنيتي الأخيرة .
-"نموت نموت و يحيا الوطن " التي أردّدها كل صباح مع آلاف الجنود لا تعنيني فأنا يا أمّاه كما تعلمين أحبّ الحياة كثيرا
-البندقيّة التي رافقتني طيلة حياتي العسكريّة لا تغريني ابدا كم أحببت أن استبدلها بآلة عود أو كمنجة لا يهم يكفي أن أضع أناملي عليها لتصدر موسيقى و سمفونيّات جميلة لا أصوات طلقات و بقايا أجساد ...
أظنك لا زلتي تذكرين إصراري الدائم ان أسجل في كليّة الموسيقى ، أتذكرين كلماتك :
*"انسى لم أشقى في تربيتك لتصبح عازف موسيقى تتطفل في شوارع العاصمة سوف تدخل إلى كليّة الحربيّة لا نقاش حول ذلك !
-عندما سألتني معلّمة الإبتدائي عن مهنتي المستقبلية
أجبتها " أريد أن أصبح فنّانا مشهورا .... لا لاعب كرة قدم أو طبيبا ..لا مهندسا... أو محاسب كبير ... حسنا أريد أن أدير عملا خاصا بي فقط" في كل هذه التخمينات لم أذكر الحربيّة أساسا لم أتخيّل يوما ان أصبح عسكري
- إحساس موجع و موجع جدّا أن تفقد رفيق دربك أمام ناظريك و لا تقوى على فعل أي شيئ لإنقاذه و لا حتى على مساعدته لنطق الشهادتين
و انت الذي كنت تردد ان أسوأ شعور قد تتعرض إليه هو الوقوع فى الحب من طرف واحد
-تمعّني في ما سأقوله جيّدا و احبسي دموعك لوهلة و لو أنّني أعلم انك لن تقدري لكن حاولي من أجلي
_صديقي الذي كتب مقالا طويلا عنّي على حسابه الخاص في الفيسبوك و وضع صورتي و تغنّى بشهادتي حدادا لا تصدّقيه فهو منافق كبير و احتجته عديد المرات و تهرّب منّي
_في حفل التأبين : صاحب السلطة و القرار الأكبر الذي يرتدي بذلة فخمة و يمتطي سيارة مرسيدس آخر موديل لا تصدّقيه حين يعطيكم درسا عن روحي النضالية و حبّي للوطن ! أاخبرك سرّا البذلة الأنيقة و السيارة مصدرهما
من حساب المساعدات المخصصة إلينا .. هم السبب في نقص معدّاتنا الحربية و وضعنا المزري و هم السبب في موتنا فنحن يا كبدي فقراء الوطن نعرّض صدورنا للرصاص بينما يكتفون هم بالتسكع في الملاهي و بين البلدان نحن نموت و هم ستحصلون على الترقية ..
_عند ذكر الترقية، الوسام الذي سيعلّق على نعشي لا أريده و أوكّلك مسؤولية رفضه .
_ حسنا رغم الكل الخيبات المتراكمة التي تركتها الحربية داخلي إستطاعت أن تحقق أحد أحلامي ألا و هي الموت قبلك فأنا لا أقوى على العيش بدونك و أربع سنوات في الحربية لم تجعلني أقوى.. مازلتي أنتي القويّة و المرأة الخارقة في ناظري فالتي استطاعت تحمل مخاض الولادة لن تقف طويلا على فقدان عزيز سوف تلملمين نفسك و ان أخذ وقتا لا مشكلة ...
آسف أمّي و آسف وطني فأنا لم أمت لأجلك و إنّما من أجل لقمة عيش في وطن أقصى أحلامنا فيه هي حقوق في بلد آخر .
امل الرياحي
Website Design Brisbane
Tags: